وَالْأَرْضِ) (٧٧ : النحل) .. (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) (٨٦ : المؤمنون) (لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ) (٣ : سبأ)
وهكذا تجمع السموات ، وتفرد الأرض فى كل مقام يراد فيه عرض جلال الله ، وعظمة قدرته ، وسعة ملكه ، ليكون فى ذلك العرض ما يدعو إلى التأمل والنظر ، وتوجيه البصائر والأبصار إلى ماوراء هذا الأفق المحدود الذي يعيش فيه من لا يمدون أبصارهم إلى أكثر من مواقع أقدامهم.
وأما حين تذكر السماء مفردة ، فتارة يكون فى مقابلها الأرض ، وتارة تذكر وحدها ، غير مقترنة بالأرض ، وهى فى كلا الحالين لا يراد بها جرمها وبناؤها الكونى ، وإنما يراد بها أنها جهة علوّ بالنسبة للأرض ، وما على الأرض ..
مثل قوله تعالى :
(وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) .. وقوله سبحانه : (وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ) (١١ : الطارق) والرجع : هو المطر ، والصدع : تشقق الأرض حين يخرج منها النبات. وقوله : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ) (٧ : الذاريات) والحبك : الطرائق الحسنة بين النجوم.
وقوله تعالى : (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) (٢٤ : الروم) وقوله سبحانه : (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ) (٥ : السجدة) وقوله : (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً) (٦٤ : غافر) وقوله : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً) (٢٢ : البقرة).