الأرض .. إذ كانوا مصدر فتنة وقلق واضطراب للمجتمع الإسلامى فى المدينة ، يفتنون الناس عن دينهم ، ويؤلفون مع المنافقين حلفا لمحاربة الإسلام والكيد له ، ولقد كان منهم هذا الغدر اللئيم الذي جمع بينهم وبين مشركى قريش ، حين جاءوا إلى المدينة بجموعهم يريدون القضاء على المهاجرين والأنصار فى غزوة الخندق .. وفى هذا يقول الله تعالى : (وَلَوْ لا أَنْ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابُ النَّارِ) (٣ : التغابن)
وقوله تعالى : (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ) هو استثناء من هذا الحكم الواقع على أصحاب تلك الجرائم المنكرة .. فمن تاب منهم ، ورجع عما هو عليه من منكر ، وذلك قبل أن تناله يد المسلمين ، وتمسك به متلبسا بجرمه ـ من تاب منهم قبل هذا فقد رفع الله عنه هذا الحكم ، وفتح له بتوبته ، الطريق إلى النجاة .. فليغفر لهم النبىّ والمسلمون ، وليلقوهم بالصفح الجميل ، وليعلموا (أَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
____________________________________
الآية : (٣٥)
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (٣٥)
____________________________________
التفسير :
[الوسيلة .. والتوسل بأصحاب القبور]
وبين يدى هذه العقوبة الراصدة للذين يحادّون الله ورسوله ويسعون فى لأرض فسادا ، تجىء دعوة للمؤمنين أن يثبتوا على ما هم عليه من إيمان وتقوى ، وأن يعملوا ما وسعهم العمل على الاقتراب من الله ، بالعمل الصالح والجهاد فى