سبيله ، حتى يبتعدوا أكثر ما يمكن عن هذه المهالك ، التي تأخذ المفسدين بأنواع النّكال والبلاء ..
والدعوة إلى السلامة والنجاة ، فى الحال التي يشهد الإنسان فيها مصارع الظالمين والبغاة ، هى دعوة مستحابة ، تتلقاها النفوس حفية بها ، حريصة عليها .. حيث هى الحبل الممدود لنجاة من يمسك به ، فى هذه الريح العاصف ، التي تنزع الناس ، وتلقى بهم فى مهاوى الهلاك ..
والوسيلة : هى ما يتوسل به إلى الله تعالى من الأعمال الصالحة التي ترضى الله ، وتدنى الإنسان من ربه.
فالوسيلة فى اللغة ، ما يتوسل به إلى أي أمر ابتغاء تحقيقه ، وجمعها وسائل ، ولكل أمر وسائله وأدواته التي يتوسل بها إليه ، فمن أخطأته الوسائل ، لم يبلغ من أمره ما يريد ..
وتقوى الله هى مطلوب كل مؤمن بالله ، ورغيبة كل طامع فى رضا الله ، ساع إلى مرضاته ..
ولهذا فقد أمر الله تعالى الذين آمنوا ، بالتقوى ، فى قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ) .. فليس الإيمان ـ مجرد الإيمان ـ هو الذي يطلب من المؤمن ، ليكون فى عباد الله المؤمنين ، وإنما الذي يحقق الإيمان ، وينضج ثمرته ، هو «التقوى».
والتقوى هى اجتناب محارم الله ، وامتثال أوامره ، أو هى كما عرفها بعض العارفين : «ألّا يراك الله حيث نهاك وألا يفتقدك حيث أمرك».
والتقوى على تمامها مطلب صعب المنال ، غالى الثمن ، لا يقدر على الوفاء به إلّا من رزقه الله قوة الإيمان ، وثبات اليقين ، ووثاقة العزم .. تلك هى بعض