جبرها بإعادتها فى وقت آخر .. كالحج الذي لا يؤدّى إلا فى وقت معلوم ، وكالصوم فى رمضان .. وأنه إذا كان للمفطر فى رمضان بعذر مشروع أن يجبر الأيام التي أفطرها بصوم مثلها ، أو بإطعام مسكين ، على حسب ما هو مبين فى أحكام الصوم ـ فانه ليس للمصلّى مثل هذا الذي للصائم ، إذ كان للصائم المفطر عذر يقوم له ، على حين أنه ليس للمصلّى أي عذر يبيح له أن يدع الصلاة حتى يفوت وقتها ، فقد جعل الله الصلاة كتابا موقوتا ، وقطع المعاذير فيها على كل ذى عذر ..
وعذر واحد هو الذي تسقط فيه الصلاة ، وهو ما تكون عليه المرأة فى حال الحيض والنفاس ، وهو عذر مسقط للصلاة عنها فى هذه المدة إسقاطا كاملا ، فلا تعيد مافاتها من صلاة!!
____________________________________
الآية : (١٠٤)
(وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرْجُونَ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً) (١٠٤)
____________________________________
التفسير : وحيث لا يزال المؤمنون هنا فى مواقع الجهاد ، فقد جاء قول الله تعالى : (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ) دعوة من الله ، تستحثّ عزائم المسلمين ، وتوقظ مشاعرهم للجهاد فى سبيل الله ، بعد أن طال وقوفهم فى هذا المقام ، وما واجهوا فيه من شدائد وأهوال .. وابتغاء القوم : هو طلبهم ، ولقاؤهم فى ميدان القتال .. والوهن الضعف ، أي ولا تضعفوا ولا تفتروا فى طلب العدو الذي يطلبكم للقتال.