والتنكيل بهم .. فليحتمل المجاهدون هذا الموقف ، الذي يجمعون فيه بين أداء الصلاة ، والجهاد فى سبيل الله .. فإن الله قد أعدّ لهم الكرامة والرضوان ، على حين أعد لعدوّهم العذاب والهوان ..
هذا ، وللقائد الذي يقوم على أمر المسلمين فى الجهاد ما للنبىّ فى هذا الموقف ، حيث يصلى بالمسلمين الصلاة لله ، على هذا الوجه الذي شرعه للنبىّ صلوات الله وسلامه عليه.
____________________________________
الآية : (١٠٣)
(فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً) (١٠٣)
____________________________________
التفسير : فإذا أمن المجاهدون هجمة العدوّ عليهم ، وبعدت يده عن أن تنالهم ، رجع المجاهدون إلى حالهم الأولى من إقامة الصلاة على وجهها ، وعلى إعطاء كل جوارحهم لله ، وذكر الله .. فيذكرونه قائمين ، وعلى جنوبهم ، ذكرا متدبرا متفكرا ، فليس هناك شىء يشغلهم عن الله ، وعن التفكر والتدبّر فى ملكوت الله ، وملء قلوبهم خشية لجلاله ، وعظمته.
وقوله تعالى : (إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً) هو تنويه بشأن الصلاة ، وأنها فرض لازم ، لا يتحلل منه المسلم بحال أبدا .. فهى كتاب موقوت ، كتبه الله على المؤمنين ، أي فرضه ، وحدّد لكل صلاة وقتها ، الذي هو الظرف الحاوي لكل صلا ..
ومن هنا كان رأى بعض الفقهاء أن الصلاة إذا لم تصلّ فى وقتها ، لا يمكن