التفسير : هذا تعقيب على قوله تعالى فى الآية السابقة : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) ، فالذين يفوّضون أمرهم إلى الله ، ويشدّون عزائمهم إليه ، ويعلّقون آمالهم به ، هم الذين يحبّهم الله ويتولاهم ، لأنهم أحبّوا الله وانتظموا فى مجتمع أوليائه .. وإنهم إذ يلوذون بحمى الله فإنما يستمسكون بالعروة الوثقى ، ويعتصمون بأقوى معتصم ، وهم بهذا فى ضمان النصر ، وعلى طريقه ، ولن يغلبهم أحد .. فإن تخلوا عن الله ، ووكلوا أمرهم إلى حولهم وحيلتهم ، فقد آذنوا الله أن يتخلّى عنهم ، وأن يدعهم إلى أنفسهم ، وهذا خذلان مبين ، ومن خذله الله فلا ناصر له ..
وفى قوله تعالى. (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) إشارة مشرقة يرى منها المؤمنون طريقهم فى كل أمورهم ، وهى طريق التوكل عليه. (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) (٣ : الطلاق).
____________________________________
الآية : (١٦١)
(وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (١٦١)
____________________________________
التفسير : الغلّ : أخذ الشيء خفية .. يقال : غلّ الشيء إغلالا : إذا أخذه خلسة ، ويقال : أغلّ الجازر إذا سرق من اللحم شيئا مع الجلد ، والغلّ : الحقد الكامن فى الصدور ، والغلّ : الخيانة ، ومنه قوله صلىاللهعليهوسلم : «من بعثناه على عمل فغلّ شيئا جاء يوم القيامة يحمله على عنقه» .. وقوله صلىاللهعليهوسلم : «هدايا الولاة غلول».