ولم يقم على الوساوس والهواجس ، والضرب فى متاهات لا يهتدى السالك فيها إلى سواء السبيل أبدا .. أما الكثرة الكثيرة من أهل الكتاب فهم كما قال الله : (وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ) أي هم مؤمنون ولكنهم فى الوقت نفسه «فاسقون» أي خارجون على الإيمان.
____________________________________
الآيتان : (١١١ ـ ١١٢)
(لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذىً وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ (١١١) ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ) (١١٢)
____________________________________
التفسير : إنهم هم اليهود .. وإنّ آيات الله لتكشف المستور من أمرهم ، وتفضح المتوقع من خزيهم فى خط مسيرتهم مع المسلمين فى الحياة.
إنهم يكيدون دائما للإسلام والمسلمين ، لأن داء الحسد الذي يغلى فى صدورهم لا يسكن أبدا.
وكيف يسكن وهم يعلمون عن يقين أن المسلمين قد ظفروا من الكتاب الذي فى أيديهم بخير الدنيا والآخرة .. وأن هذا الكتاب كان ينبغى أن يكون لهم ، كما كانت كتب الله من قبل كلها فيهم؟ وأما وقد سبقهم العرب إلى هذا الكتاب فليفسدوه عليهم ، وليعزلوا المسلمين عنه!
وفى قوله تعالى مخاطبا المسلمين : (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً).
أولا : إلفات للمسلمين أن يأخذوا حذرهم من اليهود ، الذين لا يكفّون أبدا