عن السعى فى تدبير الكيد للمسلمين ، وتوجيه الضّرّ إليهم ، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.
ثانيا : تطمين المسلمين ـ حالا ومستقبلا ـ مما يدبر اليهود لهم من كيد خبيث ، ومكر خسيس ، وأن غاية ما يبلغه اليهود من كل ما يكيدون وما يمكرون ، لا يتجاوز «الأذى» الذي مهما بلغ لا يبلغ حدّ الخطر والتلف .. وسيظل المسلمون ـ رغم كل شىء ـ على الصحة والسلامة أبدا ، وإن أصابهم الضرّ ومسّهم الأذى ، فإن كيانهم سيظل سليما معافى ، لا ينال منه هذا الضرّ ، ولا يؤثر فيه هذا الأذى.
هذا فى معركة الكيد ، والدسّ ، التي هى الميدان الذي يحسن فيه اليهود العمل .. فإذا انتقل اليهود إلى ميدان آخر ، وهو ميدان القتال ، واشتبكوا مع المسلمين فى حرب ، فإنّهم لا يلقون إلا الخزي والخذلان .. (يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ) .. هذا حكم الله فيما يقع بينهم وبين المسلمين من قتال .. النصر دائما للمسلمين ، والهزيمة دائما لليهود .. وإنه لا بد من وقفة هنا ..
فإن وجه الأحداث المطل علينا فى هذه الآية ، قد يطالع منه بعض الناس شيئا آخر غير الذي تطالعنا الآية الكريمة به ، والذي نتأولها نحن عليه.
يشتبك المسلمون مع اليهود اليوم فى معركة (يونيه ١٩٦٧ ـ محرم ١٣٨٧) قد جمع لها اليهود كل كيدهم ومكرهم ، وجلبوا لها كل ما استطاعوا من عتاد ، وحشدوا فيها كل من على شاكلتهم فى العداوة للإسلام ، والكراهية للمسلمين .. وقد أخذوا جيوش المسلمين على غرّة ، فكان لهم من هذا نصر معجّل ، تخلى فيه المسلمون عن مواقع كثيرة من أوطانهم ، فى سيناء ، وسوريا ، والأردن ..
وتوقف القتال .. استعدادا لمعركة قادمة فاصلة ..
ونكتب هذا ، ونحن فى شهر (أكتوبر ١٩٦٧ ـ رجب ١٣٨٧)