لا يبيح الإسلام للمؤمن أن يتزوج المشركة .. وهو الرجل ، وهى المرأة ، على ما عرفنا من فوارق بين الرجل والمرأة؟
والرد على هذا فيما أشرنا إليه من قبل ، وهو أن ذلك من قبيل المخاطرة بنفس مؤمنة فى مقابل نفس مشركة ، وأن الاحتمال وإن كان هنا قويا فى أن يشدّ الرجل المرأة إليه ، إلا أنه معارض باحتمال آخر ، وإن كان أضعف. وهو أن المرأة قد تغلب الرجل الذي يضعف لها ، وليس بقليل أولئك الرجال الذين يخضعون لسلطان النساء .. فكان تدبير الإسلام بالمنع المطلق ، هو التدبير الحكيم ، الحريص على سلامة المؤمن ، وحياطة دينه من أن يتعرض لسوء ، أو يحوم حول فتنة!
____________________________________
الآية : (٢٢٢)
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (٢٢٢)
____________________________________
التفسير : ممّا يسأل السائلون عنه ، فيما بين الرجال والنساء هو : هل يحل مباشرة النساء وهن فى المحيض؟ وقد جاء حكم الله فيه : «هو أذى ، فاعتزلوا النّساء فى المحيض» أي هو أذى تستقذره النفس وتتأذى منه .. وقد تغلب الشهوة على بعض الناس فيحتمل هذا الأذى فى سبيل إرضاء شهوته ، ولكنه ـ مع ذلك وبعد قضاء شهوته ـ يظل وفى نفسه شىء من آثار هذا الأذى ، قد تنضح آثاره على ما بين الزوج وزوجه من السّكن الروحي ، الذي بغيره لا تطيب الحياة الزوجية ولا تدوم