وقد يخطر بالبال هنا أن فى التزاوج بين المؤمنين والمشركين ، ربما يكون من نتائجه تحول المشرك أو المشركة إلى الإيمان ، وفى هذا تعويض للخسارة التي قد تنجم من تحول المؤمن أو المؤمنة إلى الشرك ، وبهذا لا تكون هناك خسارة بالنسبة للمجتمع المسلم ، الذي إن خسر هنا ربح ما يعوض الخسارة هناك!
وهذا التقدير غير سليم ، وغير عادل!
أما أنه غير سليم ، فإن الشرّ غالبا يغلب الخير ، وتتسرب عدواه إلى الخير بالمخالطة أكثر من تسرب الخير إليه ، إذ كان الشر يعمل وأهواء النفوس معه ، وشهواتها مائلة إليه ، جاذبة له!
وأما أنه غير عادل ، فإن فيه مخاطرة بنفس مؤمنة فى مقابل نفس مشركة ، وشتان ما بين نفس ونفس!
وقد أباح الإسلام أن يتزوج المؤمن الكتابية ، ولم يبح أن يتزوج الكتابي المؤمنة ، وذلك فى قوله تعالى : (وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ) : (٥ : المائدة).
وذلك أن الرجل أقوى من المرأة ، وأقدر على التحكم فى عواطفه ، وأن تأثيره على المرأة أكثر من تأثيرها عليه ، وأنه أحرص على دينه من حرصها على دينها ، وذلك فى الأعم الأغلب .. والحكم للعام الغالب. وعلى هذا كان تقدير الإسلام ، فأباح للمؤمن أن يتزوج الكتابية ، ولم يبح للمؤمنة أن تتزوح الكتابي.
ويرد على هذا خاطر أيضا ، وهو أنه إذا كان الأمر على هذا التقدير ، فلم