مُسْلِماً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) : (٦٧ : آل عمران) وأهل الكتاب يعلمون من التوراة والإنجيل هذه الحقيقة ، ولكنهم يكتمونها ، ويشهدون زورا وبهتانا على خلافها ، وذلك ظلم مبين للحقيقة ، ولأنفسهم ، التي حجبوها عن الحق ، وأوردها موارد الضلال والخسران.
ثم يختم الله هذا الموقف بقوله سبحانه :
____________________________________
آية : (١٤١)
(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ) (١٤١)
____________________________________
التفسير : الأمة هى الجماعة ، ويراد بها هنا إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ، وأتباعهم ، وقد صار أمرهم إلى الله ، والخلاف فيهم لا ثمرة له ، وإنما يؤخذ كل إنسان بعمله ، فمن أحسن فلنفسه ، ومن أساء فعليها ، وما ربك بظلام للعبيد.
* * *
فانظر كيف كان دفاع القرآن عن هذا الأمر الذي جاء به ، ودعا المسلمين إليه؟ إنه إلى الآن لم يجىء الأمر المرتقب ، وهو دعوة المسلمين إلى أن يحوّلوا قبلتهم إلى البيت الحرام .. ومع هذا كانت تلك المواقف التي كشف فيها القرآن عن طوايا النفوس ، وما يحمل أهل الكتاب فى نفوسهم ـ وخاصة اليهود ـ من ضغينة وحقد على الإسلام! كانت إعجازا من إعجاز القرآن.
وأنت ترى أن الأمر بتحويل القبلة لم يذكر بعد ، ولهذا لم يكن لأهل الكتاب ولا لغيرهم حديث عنه ، وإنما سبق القرآن إلى الكشف عن المستقبل ، وأطلع المسلمين على ما سيلقى به أهل الكتاب هذا الأمر.!
وأول آية تلقانا بعد هذا هى قوله تعالى : (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ