أهل الكتاب لهم ، واتباعهم سبيلا غير سبيل المؤمنين ، فالله سبحانه ، سيكفى النبىّ شرّهم ، ويبطل كيدهم.
وقوله تعالى : (صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ) داخل فى مقول القول ، فى قوله تعالى : (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ) أي قولوا آمنا بالله وصبغنا صبغة الله ، أو رضينا صبغة الله ، والصبغة هنا هى السّمة واللون الذي يظهر به المسلمون فى الناس ، وهو الإسلام.
وقوله تعالى : (قُلْ أَتُحَاجُّونَنا فِي اللهِ وَهُوَ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ وَلَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ) إنكار من المسلمين على أهل الكتاب أن يجادلوهم فى الله ، إذ الأمر لا يتسع لجدال فى حقيقة واحدة ، فإمّا إيمان ، وإما كفر.
ثم يقول سبحانه :
____________________________________
آية : (١٤٠)
(أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطَ كانُوا هُوداً أَوْ نَصارى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (١٤٠)
____________________________________
التفسير : وهذا إنكار أعلى هل الكتاب ـ اليهود والنصارى ـ أن يقول اليهود إن إبراهيم وإسماعيل : وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا يهودا ، وأن يقول عنهم النصارى إنهم كانوا نصارى ، وقد أخبر الله أنهم لم يكونوا يهودا ، أو نصارى : (ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا ، وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً