القاضي إذا عمي أنه ينعزل عنها خط القاضي الشافعي وعلم الدين ابن البلقيني والقاضي الحنفي والقاضي الحنبلي انتهى. ثم قال ابن مفلح في طبقات الحنابلة : وعزل قبل وفاته بنحو سنة وتوجه إلى طرابلس وبها مات في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة ، وصلي عليه بدمشق صلاة الغيبة انتهى. والقاضي نظام الدين المذكور هو عمر بن ابراهيم بن محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج ابن عبد الله الراميني المقدسي ثم الصالحاني الشيخ الامام الواعظ الأستاذ قاضي القضاة نظام الدين ابن قاضي القضاة برهان الدين المتقدم ذكره ، مولده تقريبا سنة ثمانين وسبعمائة ، قال برهان الدين في طبقاته فيما أظن ، فإن له حضورا على الشيخ الصامت (١) سنة أربع وثمانين ، سمع من والده ومن عمه الشيخ شرف الدين وجماعة ، وحضر عند الشيخ البلقيني وابن معلى وغيرهما رحمهماالله تعالى من الأئمة ، وكان رجلا دينا ، يعمل الميعاد يوم السبت بكرة النهار على طريقة والده ، وقرأ البخاري على الشيخ شمس الدين ابن المحب وأجازه وباشر نيابة الحكم مدة ، ثم ولي الوظيفة بعد عزل الشيخ شهاب الدين بن الحبال المتقدم ذكره بعد سنة إحدى وثلاثين ، قال الأسدي : في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين وفي يوم الثلاثاء ثاني عشره دخل إلى دمشق القاضي نظام الدين ابن الشيخ تقي الدين بن مفلح متوليا قضاء الحنابلة عوضا عن القاضي شهاب الدين ابن الحبال ، ولاقاه القضاة إلى عند تربة العجمي (٢) ولاقاه أيضا الحاجب وكاتب السر وناظر الجيش وجماعة من الناس وعليه الخلعة ، وجاء إلى دار السعادة فسلم على النائب ، ثم ذهب إلى الجامع ومعه من ذكر سابقا فقريء توقيعه عند محراب الحنفية قرأه شمس الدين الحجاوي ، وفيه وظائف القضاء وتاريخه في عاشر شعبان ، وفارقه القضاة وغيرهم من الجامع وذهب إلى الصالحية ومعه جماعة قليلون فقريء توقيعه وتقليده بجامع الحنابلة انتهى. ثم قال : في صفر سنة ثلاث وثلاثين وفي يوم الأربعاء عاشره استناب القاضي الحنبلي تاج الدين بن منجا ، فإن أحد نائبيه سافر إلى مصر والآخر عزله ، فلم يجد أحدا يوليه فاحتاج إلى
__________________
(١) شذرات الذهب ٦ : ٣٠٩.
(٢) ابن كثير ١٤ : ٢٣٩.