كثير التلاوة لكتاب الله تعالى ، ولي بعد والده مدة ، ثم ترك الوظيفة اختيارا منه ، وحصل له الراحة الوافرة ، واستمر بعد عزله يتردد إلى ميدان الحصى إلى الشيخ أبي الصفا (١).
وقال ابن الزملكاني في تاريخه رحمهالله تعالى : في سنة أربع وستين وفي يوم الاربعاء خامس عشرين شوال منها توفي القاضي شهاب أحمد بن شمس الدين محمد بن عبادة ، وكان قد ولي قضاء الحنابلة بعد أبيه شمس الدين ثم انفصل عنه ، واستمر بطالا ، ولم يكن له رغبة في القضاء ، وفي الحكم ، ومات من غير ولد ، وورثه ابن أخيه القاضي شهاب الدين احمد ويقال ابن اخيه نجم الدين عبد الكريم (٢) سامحه الله تعالى انتهى. والقاضي عز الدين الحنبلي المذكور قال ابن مفلح في طبقاته : عبد العزيز بن علي بن عبد العزيز بن عبد المحمود الشيخ الإمام العالم المفسر قاضي القضاة عز الدين ، البغدادي الأصل ثم الدمشقي منشأ ، أخذ الفقه عن الشيخ علاء الدين علي بن اللحام وعرض عليه الخرقي ، واعتنى بالوعظ ، وكان يستحضر كثيرا من تفسير البغوي ، وأعتنى بعلم الحديث ، وله مشاركة في الفقه والأصول واشتغل ودرس ، وكتب على الفتوى يسيرا ، وله مصنفات منها أنه اختصر المغني ، وشرح الشاطبية وصنف في المعاني والبيان ، وجمع كتابا سماه (القمر المنير في أحاديث البشير النذير) ، ولي بعد الفتنة قضاء بيت المقدس وطالت مدته ، وجرى له فصول ، ثم ولي قضاء دمشق مدة مديدة ثم صرف عنه ، فولي تدريس المؤيدية ، ثم ولي قضاء دمشق في دفعات يكون مجموعها ثماني سنين ، وكان منفورا لم تحمد سيرته في القضاء ، ونرجو من كرم الله تعالى ان يتجاوز عنا وعنه بمنه وكرمه توفي ليلة الأحد مستهل ذي القعدة سنة ست وأربعين ، وصلي عليه من الغد بالجامع الأموي ، وحضر جنازته القضاة وبعض أركان الدولة ودفن عند والده بمقابر باب كيسان إلى جانب الطريق انتهى. ثم ولي عنه القاضي شهاب الدين بن الحبال هو احمد بن علي بن عبد الله بن علي بن حاتم الشيخ الإمام المحدث الرحلة شهاب الدين أبو العباس احمد بن
__________________
(١) شذرات الذهب ٧ : ٣٤٦.
(٢) شذرات الذهب ٧ : ٣٥٠.