قاضي القضاة علاء الدين علي ، ثم استقل بالوظيفة بعد الفتنة مدة أشهر. قال شيخنا ابن مفلح رحمهالله تعالى : وذكر لي جدي شرف الدين إنه ابتدأ عليه قراءة الفروع لوالده ، فلما انتهى في القراءة إلى الجنائز حضر اجله ومات معزولا في ذي الحجة سنة اربع وثمانمائة انتهى. ثم ولي القضاء القاضي عز الدين الخطيب ، هو محمد بن علي بن عبد الرحمن بن محمد الخطيب الشيخ الامام العلامة قاضي القضاة عز الدين خطيب الجامع المظفري وابن خطيبه ، تفقه في المذهب ، وكان خطيبا بليغا ، له مؤلفات حسنة وقلم جيد ، وله (النظم المفيد الأحمد في مفردات الامام أحمد) ، ناب في القضاء عن قاضي القضاة علاء الدين علي بن المنجا ثم استقل بالوظيفة بعد موت القاضي شمس الدين النابلسي ، واستناب شمس الدين بن عبادة (١) ثم سعى عليه وصارت الوظيفة بينهما دولا ، وكان في بعض الولايات يمكث فيها أربعين يوما ، ثم توفي رحمهالله تعالى في سنة عشرين وثمانمائة كذا قاله شيخنا ابن مفلح ولم يفصل ، قال شيخنا تقي الدين بن قاضي شهبة رحمهالله تعالى في سنة سبع وثمانمائة : في آخر المحرم وصل القاضي شمس الدين بن عبادة متوليا قضاء الحنابلة ومشيخة دار الحديث الأشرفية بالسفح ، وتدريس المدارس ، ووصل مع توقيع الشيخ شهاب الدين بن حجي بالخطابة ، ثم اصطلح القاضيان الحنبليان على أن تكون الوظائف بينهما نصفين خلا الجوزية ينفرد بها القاضي عز الدين ، ويستقل القاضي شمس الدين بالقضاء ، ودفع الى القاضي عز الدين خمسة آلاف ، وأشهد على نفسه القاضي عز الدين أن لا يسعى في القضاء ولا يتولاه ، وكلما ولي فهو معزول وحكم بصحة هذا التعليق القاضي الحنفي ، والتزم أنه متى وليه كان للقاضي عنده عشرة آلاف درهم ، وحكم بصحة الإلزام المالكي أيضا انتهى ، والقاضي شمس الدين المذكور هو محمد بن محمد بن عبادة الشيخ الإمام قاضي قضاة الحنابلة بالشام ، كان فردا في معرفة الوقائع والحوادث ناب في الحكم لعز الدين المذكور قبله. ثم سعى عليه بعد أن كان من أعيان الموقعين رفيقا لشمس الدين النابلسي وغيره ، ثم استقل بالقضاء بعد وفاة بني المنجا ، وكانت وظيفة القضاء دولا بينه وبين
__________________
(١) شذرات الذهب ٧ : ١٤٨.