سوق الحجاج من باب البريد ونقله إلى عمارته واستطوى على أوقاف الجامع انتهى. وقال في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة : وفي يوم الجمعة رابع عشره صلى الإمام الأول بمشهد السجن داخل مشهده والثاني بمشهد علي ، وكان الإمام الأول يصلي بمحراب الحنفية من سنين ، وحصل بذلك رفق واتسع الموضع بالمصلين ، وكان الثاني يصلي عند قبر رأس يحيى بن زكريا ، فلما كان في هذه الأيام رسم السلطان للجامع الأموي بألف دينار من مال السكر ، فأخذت وصرفت في ترميم الجامع الأموي بحيث لم يظهر لما صرف المال فيه كبير أمر ، وكان في المشهدين الشرقيين بعض عمارة فلما فرغ من عمارتها أمر بالصلاة فيها ليظهر للناس أن ذلك عمر من مال السلطان ، وكان المشهدان المذكوران معطلين من الفتنة الى الآن انتهى. وقال في الأعلاق الخطيرة : ولما ملك دمشق الملك الصالح إسماعيل ابن الملك العادل عمل وزيره أمين الدولة عبد السلام (١) السامري بالجامع الأموي طلسما للحمام فلا تدخله ، وصح في الأيام الصالحية النجمية احترقت المأذنة الشرقية بجامع دمشق عند أول قدومه اليها في سنة خمس وأربعين وستمائة ، وأقامت خرابا ثمانية أشهر وثلاثة عشر يوما ، فأمر السلطان في أوائل سنة سبع وأربعين وستمائة وقيل في سنة ثلاث وأربعين وستمائة بعمارتها ، وتولى عمارتها الشهاب الرشيد الصالحي نائب المملكة ، وكان بباب البريد في وسطه بين الأساطين حوانيت يباع فيها أنواع الفواكه وغيرها من الأطعمة ، وكان أزجه لاطيا ، فأخر بها وعلّى أزجه وكلسه ، ومنع من كان يجلس فيه للمعاش. وفي الأيام الناصرية الصلاحية ابن الملك العزيز فرض من ماء القنوات زيادة على ماء باناس للجامع الأموي المعمور عند انقطاع ماء باناس مقدار سبع عشرة أصبعا من أصابع الماء للكلاسة وللبركة المجددة بباب البريد ، والقسطل المساق للبيمارستان الدقاقي ، ولمشهد عروة ، بتولي عز الدين بن عبد العزيز بن محمد بن وداعة الجيلي.
وفي الأيام الركنية الظاهرية أخرجت بأمره الصناديق والخزائن وفكت
__________________
(١) ابن كثير ١٣ : ١٩٢.