وجماعة من الفقهاء بسبب اعتبار أمر الجامع الأموي : فلم يكن للنائب من البصر والبصيرة ما يهديه إلى شيء ، فقام في الحال وقال : تفعل القضاة المصلحة ، فلم يحصل بالاجتماع المذكور فائدة ، وفوض النظر إلى إمامه ، وهو شخص مصري حنفي ، يقال له تقي الدين العمادي ، وكان يباشر القضاء بمصر بمركز السويس ، ورسم الناظر المذكور ان لا يمشي الناس في صحن الجامع إلا حفاة ، فشق ذلك على الناس ، وعمل على الأبواب درابزينات انتهى. ثم قال : في شوال من السنة وفي يوم السبت ثاني عشره ولي نظر الجامع زمام النائب الطواشي سنبل عوضا عن تقي الدين العمادي ، وكان قد ألزم الناس في مشارفته بالمشي في الجامع حفاة ، وشق على الناس ذلك ، وبطل في هذا اليوم انتهى. ثم قال : في سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة في شهر ربيع الآخر منها وفي أوائله وقف النائب وهو سودون ابن عبد الرحمن مصحفا كبيرا بخط الشرف موسى الججيني ووضع بمقصورة الجامع الأموي على كرسي مقابل باب المقصورة الشمالي ، وذكر النائب أنه يجعل وقفا على مقري وخادم ، وهذا المصحف هو غير المصحف الذي وقفه المؤيد شيخ مقابل باب المقصورة المذكور ، ورتب له معلوما في وقفه الذي على الذرية.
وقال ابن كثير في سنة سبع وستمائة قال أبو شامة : وفي ثاني شوال من هذه السنة جددت أبواب الجامع الأموي من ناحية باب البريد بالنحاس الأصفر ، وركبت في أماكنها ، وفي شوال أيضا شرع في إصلاح الفوارة والشاذروان والبركة ، وعمل عندها مسجد ، وجعل له امام راتب ، وأول من تولاه رجل يقال له النفيس المصري ، وكان يقال له بوق الجامع لطيب صوته إذا قرأ على الشيخ ابي منصور الضرير المصدر ، فيجتمع عليه الناس الكثير انتهى. ثم قال في سنة عشر وستمائة : وفيها أمر العادل أيام الجمع بوضع سلاسل على أبواب الطريق إلى الجامع الأموي لئلا تصل الخيول إلى قريب الجامع الأموي صيانة للمسلمين عن التأذي بها والتضييق انتهى. زاد الأسدي ثم ترك وعاد الأمر ما كان عليه وتمثل في ذلك ابن عنين فقال من أبيات :
إن ذا عام جديد |
|
إن ذا يوم سعيد |
والمدينة هربت |
|
قيدوها بالحديد |