وعن عبد الله بن جعفر المديني قال : خرجنا مع إبراهيم إلى باخمرا فعسكرنا بها ، فأتانا ليلة ، فقال : انطلق بنا نطوف في عسكرنا ، قال : فسمع أصوات طنابير (١) وغناء ، فرجع ، ثم أتاني ليلة أخرى ، فانطلقنا فسمعنا مثل ذلك فرجع وقال : ما أطمع في نصر عسكر فيه مثل هذا (٢).
وعن داود بن جعفر بن سليمان قال : أحصى ديوان إبراهيم من أهل البصرة مائة ألف مقاتل.
وقال آخر : بل كان معه عشرة آلاف ، وهذا أشبه. وكان مع عيسى ابن موسى خمسة عشر ألفا ، وعلى طلائعه حميد بن قحطبة في ثلاثة آلاف. وأما إبراهيم فأشاروا عليه أن يسلك غير الدّرب ، فيبغت الكوفة ، فقال : بل أبيّت عيسى.
وعن هريم قال : قلت لإبراهيم : إنك غير ظاهر على المنصور حتى تأتي الكوفة ، فإن صارت لك بعد تحصّنه بها ، لم تقم له بعدها قائمة ، وإلا فدعني أسير إليها فأدعو إليك سرا ، ثم أجهر ، فإنّهم إن سمعوا داعيا أجابوه ، وإن سمع المنصور هيعة بأرجاء الكوفة طار إلى حلوان ، فقال : لا نأمن أن تجيبك منهم طائفة فتطأ خيل المنصور الصغير والكبير (٣) ، فتكون (٤) قد تعرضت لمأثم ، فقلت : خرجت لقتال مثل المنصور ، وأنت تتوقّى قتل الصغير والكبير! أليس قد كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوجّه السريّة فتقاتل ، فيكون في ذلك نحو ما كرهت! فقال : أولئك مشركون ، وهؤلاء أهل قبلتنا.
__________________
(١) طنابير : مفردها طنبور ، آلة موسيقية.
(٢) الطبري ٧ / ٦٤٢.
(٣) في نسخة القدسي ٦ / ٢٥ «تحيل» ، والتصحيح من الطبري ٧ / ٦٤٣.
(٤) عند القدسي ٦ / ٢٥ «فنكون» والتصحيح من الطبري.