القرآن على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي ، عن عثمان. ويقال : إنّ ابن عامر سمع قراءة عثمان في الصّلاة. ويقال : إنّه قرأ عليه نصف القرآن ، ولم يصحّ. وروينا بإسناد قويّ أنّه قرأ القرآن على أبي الدرداء ، وفي النّفس من هذا شيء ، مع أنّ ذلك محتمل على بعد ، بناء على ما روي عن خالد بن يزيد المرّي ، أنّه أعني ابن عامر ، ولد سنة ثمان من الهجرة ، وأمّا صاحبه يحيى الذماريّ فقال : ولد ابن عامر سنة إحدى وعشرين من الهجرة ، وورد أيضا أنّه قرأ على فضالة بن عبيد. وحدّث عنه ، وعن معاوية ، والنّعمان بن بشير ، وواثلة بن الأسقع ، وطائفة.
وعنه : ربيعة بن يزيد ، وعبد الله بن العلاء بن يزيد ، والزّبيدي ، ويحيى ابن الحارث الذماري ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وآخرون. وثّقه النّسائيّ وغيره ، وخلفه في القراءة صاحبه الذماريّ. قال الهيثم بن عمران : كان ابن عامر رئيس أهل المسجد زمن الوليد وبعده. وقال سعيد بن عبد العزيز : ضرب ابن عامر عطيّة بن قيس حين رفع يديه في الصلاة ، فروى عمرو بن مهاجر أنّ ابن عامر استأذن على عمر بن عبد العزيز ، فلم يأذن له ، وقال : ضرب أخاه عطيّة أن رفع يديه ، إن كنّا لنؤدّب عليها بالمدينة. قلت : في كنية ابن عامر تسعة أقوال ، أصحّها أبو عمران ، وقد ولّي قضاء دمشق بعد أبي إدريس الخولانيّ. وقال هشام بن عمّار : ثنا الهيثم بن عمران قال : كان في رأس المسجد بدمشق في زمان عبد الملك ، وبعده ابن عامر ، وكان يغمز في نسبه ، فجاء رمضان ، فقالوا : من يؤمّنا؟ فذكروا المهاجر ابن أبي المهاجر ، فقيل : ذا مولى ، ولسنا نريد أن يؤمّنا مولى ، فبلغت سليمان ، فلما استخلف بعث إلى المهاجر ، فقال : إذا كان أول ليلة في رمضان قف خلف الإمام ، فإذا تقدّم ابن عامر ، فخذ بثيابه واجذبه ، وقل : تأخّر ، فلن يتقدّمنا دعيّ وصلّ أنت بالنّاس ، ففعل ذلك. وكان ابن عامر يزعم أنه من حمير. قلت : الأصحّ أنه ثابت النّسب. وقال يحيى بن الحارث : وكان ابن عامر قاضي الجند ، وكان على بناء مسجد دمشق ، وكان رئيس المسجد لا يرى فيه