وقال الأسود بن شيبان ، عن خالد بن سمير (١) قال : لما ظهر المختار الكذّاب بالكوفة هرب منه ناس ، فقدموا علينا البصرة ، فكان منهم موسى بن طلحة ، وكان في زمانه يرون أنّه المهديّ فغشيناه ، فإذا هو رجل طويل السُّكوت شديد الكآبة والحزن إلى أن رفع رأسه فقال : والله لأن أعلم أنّها فتنة لها انقضاء أحبّ إليّ من كذا وكذا وأعظم الخطر! فقال له رجل : يا أبا محمد ، وما الّذي ترهب أن يكون أعظم من الفتنة؟ قال : الهرج ، قالوا : وما الهرج؟ قال : الّذي كان أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يحدّثونا القتل القتل حتى تقوم الساعة وهم على ذلك (٢).
وروى صالح بن موسى الطّلحي ، عن عاصم بن أبي النَّجود قال : فصحاء النّاس ثلاثة : موسى بن طلحة التَّيمي ، وقبيصة بن جابر الأسدي ، ويحيى بن يعمر ، وقال مثل ذلك عبد الملك بن عمير (٣). وعن موسى بن طلحة قال : صحبت عثمان رضياللهعنه ثنتي عشرة سنة. وقال ابن موهب : رأيت موسى بن طلحة يخضب بالسّواد (٤). وقال عيسى بن عبد الرحمن : رأيت على موسى بن طلحة برنس خزّ (٥).
توفّي آخر سنة ثلاث ومائة على الصَّحيح.
__________________
(١) في الأصل «سحر» ، والتقييد من الإكمال لابن ماكولا وتبصير المنتبه لابن حجر ، وورد مصحّفا بالشين المعجمة في خلاصة تذهيب التهذيب ١٠١ وتهذيب التهذيب لابن حجر.
(٢) الطبقات الكبرى ٥ / ١٦٢ ـ ١٦٣ ، حلية الأولياء ٤ / ٣٧١ ـ ٣٧٢.
(٣) حلية الأولياء ٤ / ٣٧١.
(٤) الطبقات الكبرى ٦ / ٢١٢.
(٥) الطبقات الكبرى ٥ / ١٦٣ ، حلية الأولياء ٤ / ٣٧١.