نُورٍ) (١) ، ولا يستضيء الكافر والمنافق بنور المؤمن ، كما لا يستضيء الأعمى ببصر البصير ، يقول المنافق للذين آمنوا (انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً) (٢) وهي خدعة الله التي خدع بها المنافق ، قال الله تبارك وتعالى (يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ) (٣) فيرجعون إلى المكان الذي قسم فيه النور فلا يجدون شيئا ، فينصرفون إليهم وقد (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ* يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ) (٤) نصلي صلاتكم ونغزو مغازيكم؟ (قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) تلا إلى قوله (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (٥).
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي نا إبراهيم ابن الحسين نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ) (٦) قال إن المنافقين كانوا مع المؤمنين في الدنيا يناكحونهم ويعاشرونهم ويكونون معهم أمواتا ويعطون النور جميعا يوم القيامة ، فيطفأ نور المنافقين ، إذا بلغوا السور يماز بينهم حينئذ ، والسور كالحجاب في الأعراف فيقولون (انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً) (٧).
أخبرنا الأستاذ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم رحمهالله أنا عبد الخالق بن الحسن نا عبد الله بن ثابت قال أخبرني أبي عن الهذيل عن مقاتل في قوله (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا) (٨) قال وهم على
__________________
(١) سورة النور آية ٤٠.
(٢) سورة الحديد آية ١٣.
(٣) سورة النساء آية ١٤٢.
(٤) سورة الحديد الآيتان ١٣ ، ١٤.
(٥) سورة الحديد الآيتان ١٤ ، ١٥.
(٦) سورة الحديد آية ١٣.
(٧) سورة الحديد آية ١٣.
(٨) سورة الحديد آية ١٣.