أخبرنا أبو الحسين بن الفضل بن القطان ببغداد أنا عبد الله بن جعفر ابن درستويه نا يعقوب بن سفيان نا أبو بكر الحميد نا سفيان الزهري قال سمعت أبا الأحوص عن أبي ذر يقول قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الرحمة تواجهه فلا يمسح الحصباء» (١).
قال سفيان فقال سعد بن إبراهيم للزهري : من الأحوص؟ فقال الزهري : أما رأيت الشيخ الذي يصلي في الروضة؟ فجعل الزهري ينعته وسعد لا يعرفه.
ففي هذا الحديث بيان نزول الرحمة من قبل وجهه ، وذلك يؤكد ما مضى من التأويل للحديث الأول ، أما حديث مجيء القرآن فأخبرنا أبو علي الروذباري وأبو عبد الله الحافظ قالا : أنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب نا أبو حاتم محمد بن إدريس نا أبو توبة نا معاوية بن سلام الحبشي عن أخيه زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام قال سمعت أبا أمامة الباهلي يقول قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «اقرءوا القرآن فإنه يجيء يوم القيامة شفيعا لأصحابه ، اقرءوا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان يأتيان يوم القيام كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن صاحبهما ، اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة» (٢).
قال معاوية : «البطلة السحرة» رواه مسلم في الصحيح عن الحسن بن عليّ الحلواني عن أبي توبة ، والمراد بهذا والله أعلم الترغيب في قراءة القرآن. ثم الكلام في مجيء قراءته يوم القيامة نحو الكلام في وزن الأعمال يوم
__________________
(١) الحديث أخرجه ابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة ٦٢ باب مسح الحصى في الصلاة ١٠٢٧ بسنده عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم وذكره. وأخرجه الترمذي في المواقيت ١٦٣ والنسائي في السهو ٧ وأحمد بن حنبل في المسند ٥ : ١٥٠ (حلبي).
(٢) الحديث أخرجه الإمام مسلم في كتاب صلاة المسافرين ٤٢ باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة ٢٥٢ (٨٠٤) بسنده عن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : وذكره. وأخرجه الدارمي في فضائل القرآن ١٣ ، ١٥ وأحمد بن حنبل في المسند ٥ : ٢٤٩ ، ٢٥١ ، ٢٥٥ ، ٢٥٧ ، ٣٤٨ ، ٣٥٢ (حلبي).