نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة» (١) وإنما أراد من فرج عن مؤمنة كربة.
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس حدثنا محمد بن منده حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا جرير عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : «لا تسبوا الريح فإنها من نفس الرحمن تبارك وتعالى (٢) هذا موقوف على أبي بن كعب رضي الله عنه وإنما أراد والله أعلم الريح من روح الله ، وهو كما روي في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم «الريح من روح الله تعالى ، تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فإذا رأيتموها فلا تسبوها واسألوا الله خيرها ، واستعيذوا بالله من شرها».
وقرأت في كتاب الغربيين قال أبو منصور الأزهري : النفس في هذين الحديثين اسم وضع موضع المصدر الحقيقي. من نفّس ينفّس تنفيسا ونفسا ، كما يقال فرج يفرّج تفريجا وفرجا ، كأنه قال : أحد تنفيس ربكم من قبل اليمن ، وكذلك قوله صلىاللهعليهوسلم : «الريح من نفس الرحمن» أي من تنفيس الله تعالى بها عن المكروبين.
فأما الحديث الذي أخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسة حدثنا أبو داود حدثنا عبيد الله بن عمر حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ستكون هجرة بعد هجرة ، فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم ، ويبقى في الأرض شرار أهلها
__________________
(١) الحديث أخرجه الترمذي في كتاب الحدود باب ٣ ما جاء في الستر على المسلم ١٤٢٥ عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم وذكره وأخرجه أبو داود في كتاب الأدب ٦٠ وابن ماجة في المقدمة ١٧ واحمد بن حنبل في المسند ٢ : ٢٥٢ ، ٤١٤ ، ٥٠٠ (حلبي) وليس فيه عند الترمذي أو أبي داود [من نفس الرحمن].
(٢) الحديث أخرجه الترمذي في كتاب الفتن ٦٥ باب ما جاء في النهر عن سب الريح ٢٢٥٢ بسنده عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم وذكره. وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح وأخرجه ابن ماجة في كتاب الأدب ٢٩.