الإملال أحذره وأخشاه ، لقلت في هذا ما يطول دركه ، ويصعب ملكه ، والذي أقوله في هذا الخبر وأشباهه من أخبار الرسول صلىاللهعليهوسلم المنقولة على الصحة ، والاستقامة بالرواة الاثبات العدول ، وجوب التسليم ، ولفظ التحكيم ، والانقياد بتحقيق الطاعة ، وقطع الريب عن الرسول صلىاللهعليهوسلم وعن الصحابة النجباء الذين اختارهم الله تعالى له وزراء وأصفياء ، وخلفاء وجعلهم السفراء بيننا وبينه صلىاللهعليهوسلم. عن حق عداه أو عدوه ، وصدق تجاوزه والناس ضربان مقلدون وعلماء ، فالذين يقلدون أئمة الدين سبيلهم أن يرجعوا إليهم عند هذه الموارد ، والذين منحوا العلم ورزقوا الفهم هم الأنوار المستضاء بهم ، والأئمة المقتدى بهم ، ولا أعلمهم إلا الطائفة السنية والحمد لله رب العالمين.
أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن السكري بالبصرة حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي أحمد بن شعيب قاضي حمص حدثنا عمرو بن يزيد حدثنا سيف بن عبيد الله ـ وكان ثقة ـ عن سلمة بن العيار عن سعيد بن عبد العزيز عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا؟ قال صلىاللهعليهوسلم «هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه ، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها؟ قلنا : نعم ، قال صلىاللهعليهوسلم : «فإنكم سترون ربكم ، حتى إن أحدكم ليخاصر ربه مخاصرة فيقول له : عبدي هل تعرف ذنب كذا وكذا؟ فيقول : رب ألم تغفر لي؟ فيقول بمغفرتي صرت إلى هذا» (١).
قلت حديث الرؤية قد رواه غيره عن الزهري عن سعيد بن المسيب ، وعطاء ابن يزيد عن أبي هريرة رضي الله عنه ليس فيه لفظ المخاصرة ، وسلمة بن العيار وسيف بن
__________________
(١) الحديث أخرجه البخاري في كتاب التوحيد ٢٤ باب قول الله تعالى (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) ٧٤٣٧ بسنده عن أبي هريرة أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ...؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم وذكره. وأخرجه الامام مسلم في كتاب الايمان ٨١ باب معرفة طريق الرؤية ٢٩٩ (١٨٢) بسنده عن عطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريرة أخبره أن ناسا قالوا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم وذكره. وأخرجه أبو داود في كتاب السنة ١٩ والترمذي في الجنة ١٥ ـ ٢٠ وأحمد بن حنبل في المسند ٣ : ١٦ ، ١٧ ، ٤ : ١٢ (حلبي).