أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو عبد الله ، محمد بن يعقوب ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي ، أنا محمد بن عبيد الطنافسي ، حدثنا أبو حيان التيمي ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتي رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوما بلحم ، فدفع إليه الذراع ـ وكانت تعجبه ـ فنهس منها نهسة ، ثم قال : أنا سيد الناس يوم القيامة ، وهل تدرون لم ذاك؟ قال : فذكر حديث الشفاعة وفيه : «فيأتون آدم فيقولون : يا آدم أنت أبو البشر ، خلقك الله تعالى بيده ، ونفخ فيك من روحه ـ أظنه قال : ـ وعلمك أسماء كل شيء ، اشفع لنا إلى ربك». رواه البخاري في الصحيح ، عن إسحاق بن نصر ، عن محمد بن عبيد. وأخرجه مسلم من وجه آخر عن أبي حيان (١).
أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو حامد بن بلال ، حدثنا أحمد بن الأحجم ، حدثنا النضر بن شميل ، أنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : احتج آدم وموسى ، فقال موسى : أنت الذي خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، وأسكنك الجنة ، ثم أخرجتنا منها. فقال آدم : أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته ، وقربك نجيا ، وكلمك تكليما ، وأنزل عليك التوراة ، فبكم تجد في التوراة أنه كتب عليّ العمل الذي عملته قبل أن أخلق؟ قال موسى : بأربعين سنة. قال آدم : كيف تلومني على عمل كتبه الله عليّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة! قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : فحج آدم موسى (٢).
وكذلك رواه يزيد بن هرمز ، وعبد الرحمن الأعرج ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ذكرا فيه قول موسى لآدم عليهماالسلام : «أنت الذي خلقك الله بيده». ومن ذلك
__________________
(١) رواية الامام مسلم في كتاب الايمان ٣٢٧ (١٩٤) بسنده عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة قال : أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوما بلحم فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة فقال : وذكره.
(٢) الحديث أخرجه البخاري في كتاب القدر ١١ باب تحاج آدم وموسى عليهالسلام ٦٦١٤ عن عمرو ، عن طاوس ، سمعت أبا هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : وذكره. وهو عند مسلم من رواية الحارث بن أبي الذباب ، وعند النسائي ، عن عمرو بن أبي عمرو وكلاهما عن الأعرج وأبو صالح السمان عند الترمذي والنسائي وابن خزيمة كلهم من طريق الأعمش ، وعند النسائي أيضا من طريق القعقاع بن حكيم عنه. وأخرجه الامام أحمد في المسند ٢ : ٣١٤ (حلبي).