الوجه أخرجه مسلم في الصحيح ، وقد مضى ذكره. وذكره أيضا أبو صالح عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما عن النبي صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنا بشر بن موسى ، حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : احتج آدم وموسى عليهماالسلام فقال موسى لآدم : يا آدم أنت أبونا ، خيبتنا وأخرجتنا من الجنة. فقال له آدم : أنت موسى ، اصطفاك الله بكلامه ، وخط لك في الألواح بيده ، أتلومني على أمر قضاه الله عليّ قبل أن يخلقني بأربعين عاما! فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : فحج آدم موسى ، فحج آدم موسى.
قال : وحدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم مثله. رواه البخاري في الصحيح ، عن علي بن عبد الله ، عن سفيان. ورواه مسلم عن عمرو الناقد عن سفيان بالإسناد الأول ، وعن ابن أبي عمر ، عن سفيان بالإسناد الثاني ، قال ابن أبي عمر في الإسناد الثاني : «وكتب لك التوراة بيده». وليس بين هذين الإسنادين وبين ما مضى اختلاف ، إلا أن هذين الإسنادين حفظ فيهما كتابة التوراة بيده ، ولم يحفظ ذلك في الحديث الأول ، وحفظ في الحديث الأول قول موسى لآدم : «خلقك الله بيده» ولم يحفظ في هذين وجميع ذلك ثابت عن النبي صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو طاهر الفقيه ، أنا أبو حامد بن بلال ، حدثنا أبو زرعة ، عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا عبد ربه بن صالح القرشي ، حدثنا عروة بن رويم ، عن الأنصاري ، قال : إن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : لما خلق الله تعالى آدم وذريته ، قالت الملائكة : يا رب خلقتهم يأكلون ويشربون وينكحون ويركبون ، فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة ، فقال الله تبارك وتعالى : لا أجعل من خلقته بيدي ، ونفخت فيه من روحي كمن قلت له كن فيكون (١).
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد الصفار ، حدثنا جنيد بن حكيم ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا عبد ربه بن صالح ، قال : سمعت عروة بن رويم
__________________
(١) لعل هذا الأكثر في هذا الأثر : انه مما تفرد به الامام البيهقي. والله أعلم.