رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالت : هل نزل فينا شيء من القرآن؟ قلن : لا ، فأتت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقالت : يا رسول الله إنّ النساء لفي خيبة وخسار ، قال : «وممّ ذاك»؟ قالت : لأنّهنّ لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال ، فنزلت هذه الآية ، ذكره مقاتل بن حيّان.
وقد سبق تفسير ألفاظ الآية في مواضع (١).
(وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً (٣٦) وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً (٣٧))
قوله تعالى : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ) ... الآية ، في سبب نزولها قولان :
(١١٤١) أحدهما : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم انطلق يخطب زينب بنت جحش لزيد بن حارثة ، فقالت : لا أرضاه ، ولست بناكحته ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «بلى فانكحيه ، فإنّي قد رضيته لك» ، فأبت. فنزلت هذه الآية. وهذا المعنى مرويّ عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والجمهور. وذكر بعض المفسّرين أنّ عبد الله بن جحش أخا زينب كره ذلك كما كرهته زينب ، فلمّا نزلت الآية رضيا وسلّما. قال مقاتل : والمراد بالمؤمن عبد الله بن جحش ، والمؤمنة زينب بنت جحش.
(١١٤٢) والثاني : أنها نزلت في أمّ كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ، وكانت أوّل امرأة هاجرت ، فوهبت نفسها لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «قد قبلتك» ، وزوّجها زيد بن حارثة ، فسخطت هي وأخوها ، وقالا : إنّما أردنا رسول الله ، فزوّجها عبده؟! فنزلت هذه الآية ، قاله ابن زيد. والأول عند المفسّرين أصحّ.
قوله تعالى : (إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً) أي : حكما بذلك «أن تكون» وقرأ أهل الكوفة : «أن يكون» بالياء (لَهُمُ الْخِيَرَةُ) وقرأ أبو مجلز ، وأبو رجاء : «الخيرة» بإسكان الياء ؛ فجمع في الكناية في قوله تعالى : «لهم» ، لأنّ المراد جميع المؤمنين والمؤمنات ، والخيرة : الاختيار ، فأعلم الله عزوجل أنه لا اختيار على ما قضاه الله ورسوله.
(١١٤٣) فلمّا زوّجها رسول الله صلىاللهعليهوسلم زيدا مكثت عنده حينا ، ثم إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أتى منزل زيد
____________________________________
(١١٤١) أخرجه الطبري ٢٨٥١٣ من حديث ابن عباس ، وإسناده ضعيف لضعف عطية بن سعد العوفي ، ومن دونه مجاهيل ، لكن لأصله شواهد ، وأخرجه الطبري ٢٨٥١٥ عن قتادة مرسلا.
ـ وأخرجه الدار قطني ٣ / ٣٠١ عن زينب بنت جحش بمعناه.
(١١٤٢) ضعيف جدا. أخرجه الطبري ٢٨٥١٧ عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وهو معضل ، ومع ذلك عبد الرحمن بن زيد متروك الحديث.
(١١٤٣) باطل بهذا اللفظ. أخرجه ابن سعد في «الطبقات» ٨ / ٨٠ ومن طريقه الحاكم في «المستدرك» ٤ / ٢٣ من ـ
__________________
(١) انظر البقرة : ٤٥ ، ١٠٩ ، ١٢٩ ، ١٨٤. وآل عمران : ١٧ ، ١٩١. والأنبياء : ٩١. والأحزاب : ٣١.