والذّراري ، وتقسم الأموال. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لقد حكمت بحكم الله تعالى من فوق سبعة أرقعة» ؛ وانصرف رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأمر بهم فأدخلوا المدينة ، وحفر لهم أخدود في السّوق ، وجلس رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومعه أصحابه ، وأخرجوا إليه فضربت أعناقهم ، وكانوا ما بين ستمائة إلى سبعمائة.
قوله تعالى : (مِنْ صَياصِيهِمْ) قال ابن عباس وقتادة : من حصونهم ؛ قال ابن قتيبة : وأصل الصّياصي : قرون البقر ، لأنها تمتنع بها ، وتدفع عن أنفسها ؛ فقيل للحصون : الصّياصي ، لأنها تمنع ، وقال الزّجّاج : كلّ قرن صيصية ، وصيصية الدّيك : شوكة يتحصّن بها.
قوله تعالى : (وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) أي : ألقى فيها الخوف (فَرِيقاً تَقْتُلُونَ) وهم المقاتلة (وَتَأْسِرُونَ) وقرأ ابن يعمر ، وابن أبي عبلة : «وتأسرون» برفع السين (فَرِيقاً) وهم النساء والذّراري ، (وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ) يعني عقارهم ومنازلهم ونخيلهم (وَأَمْوالَهُمْ) من الذهب والفضّة والحليّ والعبيد والإماء (وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها) أي : لم تطئوها بأقدامكم بعد ، وهي مما سنفتحها عليكم ؛ وفيها أربعة أقوال (١) : أحدها : أنها فارس والرّوم ، قاله الحسن. والثاني : ما ظهر عليه المسلمون إلى يوم القيامة ، قاله عكرمة. والثالث : مكّة ، قاله قتادة. والرابع : خيبر ، قاله ابن زيد ، وابن السّائب ، وابن إسحاق ، ومقاتل.
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً (٢٨) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (٢٩) يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً (٣٠) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً (٣١) يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (٣٢) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (٣٣) وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً (٣٤))
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ) ... الآية.
(١١٣٢) ذكر أهل التفسير أنّ أزواج النبيّ صلىاللهعليهوسلم سألنه شيئا من عرض الدنيا ، وطلبن منه زيادة في
____________________________________
(١١٣٢) صحيح. أخرجه مسلم ١٤٧٩ وأبو يعلى ١٦٤ من طريق سماك بن حرب عن ابن عباس عن عمر مطوّلا مع اختلاف في ألفاظه. وأخرجه البخاري ٨٩ ومسلم ١٤٧٩ والترمذي ٣٣٢٥ وأحمد ١ / ٣٣ والنسائي ٤ / ١٣٧
__________________
(١) قال الطبري رحمهالله في «تفسيره» ١٠ / ٢٨٨ : والصواب من القول أن يقال : إن الله تعالى ذكره أخبر أنه أورث المؤمنين من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم أرض بني قريظة وديارهم وأموالهم ، وأرضا لم يطئوها يومئذ ولم تكن مكة ولا خيبر ولا أرض فارس والروم ولا اليمن.