أجزاء ، وولد آدم كلّهم جزء ، وهم شبر وشبران وثلاثة أشبار. وقال عليّ رضي الله عنه : منهم من طوله شبر ، ومنهم من هو مفرط في الطّول ، ولهم من الشّعر ما يواريهم من الحرّ والبرد. وقال الضّحّاك : هم جيل من التّرك. وقال السّدّيّ : التّرك سريّة من يأجوج ومأجوج خرجت تغير ، فجاء ذو القرنين فضرب السّدّ ، فبقيت خارجه.
(٩٤٣) وروى شقيق عن حذيفة ، قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن يأجوج ومأجوج ، فقال : «يأجوج أمّة ، ومأجوج أمّة ، كلّ أمّة أربعمائة ألف أمّة ، لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر بين يديه من صلبه كلّ قد حمل السلاح» قلت : يا رسول الله ، صفهم لنا ، قال : «هم ثلاثة أصناف ، صنف منهم أمثال الأرز» ؛ قلت : يا رسول الله : وما الأرز؟ قال : «شجر بالشّام ، طول الشّجرة عشرون ومائة ذراع في السماء ؛ وصنف منهم عرضه وطوله سواء ، عشرون ومائة ذراع ، وهؤلاء الذين لا يقوم لهم جبل ولا حديد ، وصنف منهم يفترش أحدهم أذنه ، ويلتحف بالأخرى ولا يمرّون بفيل ولا وحش ولا جمل ولا خنزير إلّا أكلوه ، ومن مات منهم أكلوه ، مقدّمتهم بالشّام ، وساقتهم بخراسان ، يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبريّة».
قوله تعالى : (مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) في هذا الفساد أربعة أقوال : أحدها : أنهم كانوا يفعلون فعل قوم لوط ، قاله وهب بن منبّه. والثاني : أنهم كانوا يأكلون الناس ، قاله سعيد بن عبد العزيز. والثالث : يخرجون إلى الأرض الذين شكوا منهم أيام الرّبيع ، فلا يدعون شيئا أخضر إلّا أكلوه ، ولا يابسا إلّا احتملوه إلى أرضهم ، قاله ابن السّائب. والرابع : كانوا يقتلون الناس ، قاله مقاتل.
قوله تعالى : (فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً) قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وعاصم : «خرجا» بغير ألف. وقرأ حمزة ، والكسائيّ : «خراجا» بألف. وهل بينهما فرق؟ فيه قولان : أحدهما : أنهما لغتان بمعنى واحد ، قاله أبو عبيدة ، والليث. والثاني : أنّ الخرج : ما تبرّعت به ، والخراج : ما لزمك أداؤه ، قاله أبو عمرو بن العلاء. قال المفسّرون : المعنى : هل نخرج إليك من أموالنا شيئا كالجعل لك؟
قوله تعالى : (ما مَكَّنِّي) وقرأ ابن كثير : «مكّنني» بنونين ، وكذلك هي في مصاحف مكّة. قال الزّجّاج : من قرأ : «مكّنّي» بالتشديد ، أدغم النون في النون لاجتماع النونى. ومن قرأ : «مكّنني» أظهر النونين ، لأنهما من كلمتين ، الأولى من الفعل ، والثانية تدخل مع الاسم المضمر.
وفي الذي أراد بتمكينه منه قولان : أحدهما : أنه العلم بالله ، وطلب ثوابه. والثاني : ما ملك من الدنيا. والمعنى : الذي أعطاني الله خير ممّا تبذلون لي.
قوله تعالى : (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ) فيها قولان : أحدهما : أنها الرجال ، قاله مجاهد ، ومقاتل. والثاني : الآلة ، قاله ابن السّائب. فأمّا الرّدم ، فهو : الحاجز ؛ قال الزّجّاج : والرّدم في اللغة أكبر من السّدّ ، لأنّ الرّدم : ما جعل بعضه على بعض ، يقال : ثوب مردّم : إذا كان قد رقّع رقعة فوق رقعة. قوله تعالى :
____________________________________
(٩٤٣) موضوع. أخرجه ابن عدي ٦ / ١٦٩ وابن الجوزي في «الموضوعات» ١ / ٢٠٦ من حديث حذيفة ، وأعله ابن عدي بمحمد بن إسحاق العكاشي ، وأنه يضع الحديث ، وحكم هو وابن الجوزي بوضعه.
وانظر «تفسير القرطبي» ٤١٩٧ بتخريجنا.