بالله وبرسوله وبالمؤمنين ، وأذّن بلال بالصّلاة ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم فإذا مساكين يسأل الناس ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هل أعطاك أحد شيئا»؟ قال : نعم. قال : «ما ذا»؟ قال : خاتم فضّة. قال : «من أعطاكه»؟ قال : ذاك القائم ، فإذا هو عليّ بن أبي طالب ، أعطانيه وهو راكع ، فقرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم هذه الآية ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال مقاتل. وقال مجاهد : نزلت في عليّ بن أبي طالب ، تصدّق وهو راكع (١).
والثاني : أنّ عبادة بن الصّامت لمّا تبرأ من حلفائه اليهود نزلت هذه الآية في حقّه (٢) ، رواه العوفيّ عن ابن عباس. والثالث : أنها نزلت في أبي بكر الصّدّيق ، قاله عكرمة. والرابع : أنها نزلت فيمن مضى من المسلمين ومن بقي منهم ، قاله الحسن.
قوله تعالى : (وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) فيه قولان : أحدهما : أنهم فعلوا ذلك في ركوعهم ، وهو تصدّق عليّ عليهالسلام بخاتمه في ركوعه. والثاني : أن من شأنهم إيتاء الزّكاة وفعل الرّكوع. وفي المراد بالرّكوع ثلاثة أقوال : أحدها : أنه نفس الرّكوع على ما روى أبو صالح عن ابن عباس. وقيل : إنّ الآية نزلت وهم في الرّكوع. والثاني : أنه صلاة التّطوّع بالليل والنّهار ، وإنما أفرد الرّكوع بالذّكر تشريفا له ، وهذا مرويّ عن ابن عباس أيضا. والثالث : أنه الخضوع والخشوع ، وأنشدوا (٣) :
لا تذلّ الفقير علّك أن |
|
تركع يوما والدّهر قد رفعه |
ذكره الماورديّ. فأمّا (حِزْبَ اللهِ) فقال الحسن : هم جند الله. وقال أبو عبيدة : أنصار الله. ثم فيهم قولان : أحدهما : أنهم المهاجرون والأنصار ، قاله ابن عباس. والثاني : الأنصار ، ذكره أبو سليمان.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِياءَ وَاتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٥٧))
قوله تعالى : (لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً) سبب نزولها :
(٤٤١) أنّ رفاعة بن زيد بن التّابوت ، وسويد بن الحارث كانا قد أظهرا الإسلام ، ثم نافقا ، وكان رجال من المسلمين يوادّونهما ، فنزلت هذه الآية ، قاله ابن عباس.
____________________________________
(٤٤١) ضعيف. أخرجه الطبري ١٢٢٢١ عن ابن عباس ، وإسناده ضعيف لجهالة محمد بن أبي محمد.
__________________
(١) انظر الحديث المتقدم. وقال ابن كثير في «تفسيره» ٢ / ٧٣ ـ ٧٤ ما ملخصه : وأما قوله تعالى (وَهُمْ راكِعُونَ) فقد توهم بعض الناس أن الجملة في موضع حال من قوله (وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) أي في حال ركوعهم ، ولو كان كذلك لكان دفع الزكاة حال الركوع أفضل من غيره ، ولم يقل به أحد من أئمة الفتوى اه. وذكره ابن تيمية رحمهالله في «المقدمة في أصول التفسير» ، وقال : إنه من وضع الرافضة اه والظاهر أنه من وضع الكلبي ، وسرقه منه بعض الضعفاء.
(٢) تقدم.
(٣) الشاعر هو : الأضبط بن قريع. وقوله لا تذلّ الفقير : لا تعادي ولا تهين.