طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه : أي لطيفا. قال الكسائي : قال : حفي به حفاوة وحفوة. وقال الفراء (١) : «إنه كان بي حفيا» أي عالما يجيبني إذا دعوته. قال أبو إسحاق : ويقال : قد تحفّى فلان بفلان حفوة إذا ألطفه وبرّه.
(وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) «ما» في موضع نصب لأنها معطوفة أي واعتزل ما تدعون.
(وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ) أي قول صدق ، كما قال أعشى باهلة : [البسيط]
٢٨٥ ـ إنّي أتتني لسان لا أسرّ بها |
|
من علو لا عجب فيها ولا سخر (٢) |
وأنّث اللسان في هذا البيت ، وهي لغة معروفة ، وإن كان القرآن قد جاء بالتذكير.
قال جلّ وعزّ (عَلِيًّا) وهو نعت للسان ، وقال الآخر : [الوافر]
٢٨٦ ـ ندمت على لسان فات منّي |
|
فليت بيانه في جوف عكم (٣) |
(وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) مشتقّ من الرّضوان ، والأصل مرضوّ عند سيبويه أبدل من الواو ياء ؛ لأنها أخفّ ، وكذا مسنيّة وإنما أبدل من الواو ياء لأنها قبلها ضمة والساكن ليس بحاجز حصين ، وقال الكسائي والفراء (٤) من قال : مرضي بناه على رضيت. قالا :
وأهل الحجاز يقولون : مرضو ، وفيه قول ثالث حكاه الكسائي والفراء (٥) قالا : من العرب من يقول : رضوان ورضيّان فرضوان على مرضو ورضيّان على مرضي ، ولا يجيز البصريون أن يقال إلّا رضوان وربوان. قال أبو جعفر : سمعت أبا إسحاق يقول :
يخطئون في الخطّ فيكتبون ربا بالياء ثم يخطئون فيما هو أشدّ من هذا فيكتبون ربيان ، ولا يجوز إلّا ربوان ورضوان قال الله جلّ وعزّ (وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ) [الروم : ٣٩].
__________________
(١) انظر معاني الفراء ٢ / ١٦٩.
(٢) الشاهد لأعشى باهلة في إصلاح المنطق ٢٦ ، والأصمعيات ٨٨ ، وجمهرة اللغة ٩٥٠ ، وخزانة الأدب ٦ / ٥١١ ، وسمط اللآلي ٧٥ ، وشرح المفصّل ٤ / ٩٠ ، ولسان العرب (سخر) و (لسن) ، والمؤتلف والمختلف ١٤ ، وبلا نسبة في خزانة الأدب ١ / ١٩١ ، ولسان العرب (علا).
(٣) الشاهد للحطيئة في ديوانه ١٢٢ ، وتخليص الشواهد ٢٩٢ ، وخزانة الأدب ٤ / ١٥٢ ، وشرح شواهد الإيضاح ٥٠٣ ، ولسان العرب (عكم) ، و (لسن) ، ونوادر أبي زيد ٣٣ ، وبلا نسبة في خزانة الأدب ١٠ / ٢٤٤.
(٤) انظر معاني الفراء ٢ / ١٦٩.
(٥) انظر معاني الفراء ٢ / ١٦٩.