بعينها قد دخلت على سوف (قَلِيلُونَ) جمع مسلّم كما يقال : أحدون.
من غاظ يغيظ وهي اللغة الفصيحة.
قراءة المدنيين وأبي عمرو ، وقراءة الكوفيين (حاذِرُونَ) (١) ، وهي معروفة عن عبد الله بن مسعود وابن عباس حادرون (٢) بالدال غير معجمة ، قراءة ابن أبي عمار.
قال أبو جعفر : أبو عبيدة يذهب إلى أن معنى حذرين وحاذرين واحد ، وهو قول سيبويه. وأجاز : هو حذر زيدا ، كما يقال : حاذر زيدا ، وأنشد : [الكامل]
٣١٢ ـ حذر أمورا لا تضير وآمن |
|
ما ليس منجيه من الأقدار (٣) |
قال أبو جعفر : حدّثني علي بن سليمان قال : حدّثنا محمد بن يزيد قال : سمعت أبا عثمان المازني يقول : قال أبو عثمان اللّاحقي : لقيني سيبويه فقال : أتعرف بيتا فيه فعل ناصبا؟ فلم أحفظ فيه شيئا وفكّرت فعملت له فيه هذا البيت ، وزعم أبو عمر الجرمي أنه يجوز هو حذر زيدا ، على حذف «من». فأما أكثر النحويين فيفرقون بين حذر وحاذر منهم الكسائي والفراء ومحمد بن يزيد ، ويذهبون إلى أنّ معنى حذر في خلقته الحذر أي منتبه متيقّظ فإذا كان هكذا لم يتعدّ ، ومعنى حاذر مستعد وبهذا جاء التفسير عن المتقدّمين. قال عبد الله بن مسعود في قول الله جلّ وعزّ : (حاذِرُونَ) قال : مؤدّون في الكراع والسلاح مقوون فهذا ذاك بعينه ، وقوله : مؤدّون معناه معهم أداة ، وقيل : المعنى معنا سلاح وليس معهم سلاح يحرّضون على القتال. فأما «حادرون» فمعنا مشتقّ من قولهم : عين حدرة أي ممتلئة أي نحن ممتلئون غيظا عليهم.
(كَذلِكَ) في موضع رفع والمعنى الأمر كذلك أي الأمر كما أخبرناكم من خبرهم.
(فَلَمَّا تَراءَا) هكذا الوقف كما تقول : تجافى القوم ، وتراخى إخوتك. لم تقف عليه فتقول : تجافى وتراخى ، ومن وقف فقال : تراءى فقد حذف لام الفعل ، وغلط من اعتلّ أنه فعل متقدّم غلطا قبيحا ، وذلك أن العلّة في قولنا : تراءى أنه مثل تداعى
__________________
(١) انظر البحر المحيط ٦ / ١٧.
(٢) انظر مختصر ابن خالويه ١٠٦ ، والبحر المحيط ٦ / ١٨.
(٣) مرّ : الشاهد رقم (١٢١).