أن تكون آيات الله بدلا من تلك ولا تكون نعتا ، لا ينعت المبهم بالمضاف.
(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتابِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ) (١١٠)
(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) يجوز أن تكون كنتم زائدة أي أنتم خير أمّة وأنشد سيبويه : [الوافر]
٨١ ـ وجيران لنا كانوا كرام (١)
ويجوز أن يكون المعنى كنتم في اللوح المحفوظ خير أمة وروى سفيان عن ميسرة الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) قال : تجرّون الناس في السلاسل إلى الإسلام ، فالتقدير على هذا : كنتم خير أمة ، وعلى قول مجاهد : كنتم خير أمة إذ كنتم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ، وقيل : إنّما صارت أمة محمدصلىاللهعليهوسلم خير أمة لأن المسلمين منهم أكثروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيهم أفشى ، وقيل هذا لأصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم كما قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «خير الناس قرني الذين بعثت فيهم» (٢).
(لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذىً وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ) (١١١)
(لَنْ يَضُرُّوكُمْ) نصب بلن وتمّ الكلام. (إِلَّا أَذىً) استثناء ليس من الأول. (وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ) شرط وجوابه وتم الكلام. (ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ) مستأنف فلذلك ثبتت فيه النون.
(ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ) (١١٢)
(ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا) تم الكلام. (إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ) استثناء ليس من الأول أي لكنهم يعتصمون بحبل الله من الله وهو العهد.
__________________
(١) الشاهد للفرزدق في ديوانه ٢٩٠ ، والأزهيّة ص ١٨٨ ، وتخليص الشواهد ٢٥٢ ، وخزانة الأدب ٩ / ٢١٧ ، وشرح الأشموني ١ / ١١٧ ، وشرح التصريح ١ / ١٩٢ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٦٩٣ ، والكتاب ٢ / ١٥٥ ، ولسان العرب (كنن) ، والمقاصد النحوية ٢ / ٤٢ ، والمقتضب ٤ / ١١٦ ، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ١٣٦ ، والأشباه والنظائر ١ / ١٦٥ ، وأوضح المسالك ١ / ٢٥٨ ، وشرح ابن عقيل ١٤٦ ، والصاحبي في فقه اللغة ١٦١ ، ولسان العرب (كون) ، ومغني اللبيب ١ / ٢٨٧ ، وصدره :
«فكيف إذا رأيت ديار قوم»
(٢) أخرجه أحمد في مسنده ٤ / ٢٧٦ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ١٠ / ١٩.