لأنه كذب من أضاف ذلك الى الله تعالى. ومن انه اتباع الظن دون العلم وآيات القرآن شاهده بذلك وهي أكثر من ان تحصى.
وقوله (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) (١) اللام هاهنا لام العاقبة. كما قال (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) (٢) ولم يلتقطوه إلا ليكون قرة عين لهم. وقوله (وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها) (٣) اخبار عن قدرته. انه قادر على ان يلجئ الخلق الى الهدى والايمان ، لكن لا يفعل ذلك لأنه ينافي التكليف ، وينتقض الغرض به. وجرى مجرى قوله (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) (٤) وكذلك كل آية يتعلقون بها ، فالوجه فيها ما قلناه في هذه الآية ، نحو قوله (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً) (٥) وقوله (أَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً) (٦).
وما يجري مجرى ذلك من الآيات فالوجه فيها ما ذكرناه ، فلا نطول بذكرها ، وقد بينا الوجه فيها جميعه في تفسير القرآن (٧) مستوفي
__________________
(١) سورة الاعراف : ١٧٩.
(٢) سورة القصص : ٨.
(٣) سورة السجدة : ١٣.
(٤) سورة الشعراء : ٤.
(٥) سورة يونس : ٩٩.
(٦) سورة الرعد : ٣١. في الاصل : ولو شاء.
(٧) (التبيان في تفسير القرآن) تفسير كبير ، يقع في عشرة