للقبيح لأدى الى ان يكون مريدا للشيء ، كارها له ، «وذلك باطل» (١).
وأيضا ، فلو أراد القبيح لكان محبا له ، راضيا «به» (٢) لأن المحبة والرضا هي الإرادة اذا وقعت على وجه مخصوص ، وأجمعت الأمة على خطأ من أطلق ذلك على الله تعالى.
وقد قال الله تعالى (وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ) (٣) (وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ) (٤) و (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ ، وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (٥) ومن أعظم العسر الكفر والقبائح المؤدية الى العقاب. وقد قال الله تعالى (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (٦) ومعناه أراد منهم العبادة. لأن هذه اللام لام الغرض ، لأنها لو كانت لام العاقبة لكان كذبا ، لوجودنا كثيرا من الجن والإنس غير عابدين لله تعالى.
وقوله (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ شَيْءٍ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذاقُوا بَأْسَنا) ـ الى قوله ـ (إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ) (٧) واضح في انه لا يريد القبيح.
__________________
(١) ساقط من أ.
(٢) ساقط من أ.
(٣) سورة غافر : ٣١.
(٤) سورة آل عمران : ١٠٨.
(٥) سورة البقرة : ١٨٥.
(٦) سورة الذاريات : ٥٦.
(٧) سورة الأنعام : ١٤٨.