في أفعالنا : وأفعاله قد ذكرناها في شرح الجمل ، والمقدمة (١) ، وغير ذلك من كتبنا.
والقبيح هو كل فعل إذا وقع من عالم بقبحه ، أو متمكن من العلم بقبحه ، استحق الذم على بعض الوجوه. والعلم بقبح القبائح ، ووجوب الواجبات ، يكون عقليا وشرعيا. فالعقليات كالعلم بقبح الظلم (٢) ، والكذب العاري من نفع ، أو ضرر ، والعبث وغير ذلك.
والواجبات كالعلم بوجوب رد الوديعة ، والانصاف ، وقضاء الدين ، والعلم بحسن الإحسان ، وغير ذلك. «وأما ما يعلم» (٣) بالشرع فكل ما (٤) لا يمكن معرفته بالعقل ، كالعبادات الشرعية من الصلاة والزكاة والصوم والحج وغير ذلك ، وكقبح شرب الخمر ، والزنا ، وغير ذلك. فانه لا مجال للعقل في العلم بذلك.
والذي يدل على ما قلناه ، من العالم (٥) بما تقدم هو العقل دون الشرع : هو ان كل عاقل مفطور العقل ، يعلم بقبح (٦) الظلم ، وقبح
__________________
(١) هو كتاب (المقدمة في المدخل الى علم الكلام) ذكره الشيخ الطوسي من جملة كتبه وتصانيفه في (الفهرست) ، وما زال الكتاب خطيا.
(٢) زاد في ح : والجهل.
(٣) في أ : وما يعلم.
(٤) في ب : وكلما.
(٥) في الأصل : العلم. والصحيح ما اثبتناه.
(٦) في ب وح : قبح.