لجاز ان يصير الواحد مائة. وإن يصير القديم محدثا ، وكل ذلك فاسد فبطل ما قالوه.
واما قولهم بالبنوة ، فحقيقة الابن من ولد على فراشه ، أو خلق من مائه ، وكلاهما يستحيلان عليه تعالى ، ومجاز ذلك يطلق فيمن يجوز أن يولد على فراشه ، أو يخلق من مائه. ألا ترى انهم يقولون : بنينا فلانا لفلان (١) إذا كان أصغر منه ، ولا يقولون بنى شاب شيخا ، ولا بنينا بهيمة ، لما لم يجز ان يكون مخلوقا من مائه. فمجاز هذه اللفظة تجوز على من تجوز عليه حقيقتها ، وحقيقتها مستحيلة في الله تعالي فمجازها مثل ذلك.
وقولهم ابن الله لمشاركته له في المشيئة ، يوجب ان يكون الأنبياء كلهم ابناء الله ، لأنهم يوافقونه (٢) في المشيئة ، وهم لا يقولونه. فبان بذلك فساد هذه المذاهب ، وثبت انه تعالى واحد لا يشاركه أحد في القدم.
فأما من عبد الاصنام أو الكواكب فقولهم باطل. لأن عبادة من لا يستحقها قبيحه في العقول ، والعبادة إنما تستحقّ بأصول النعم التي هي خلق الخلق ، وجعله حيا وقادرا وإكمال عقله ، وخلق الشهوة فيه التي بها ينتفع ، وينال الملاذ ، وخلق المشتهيات ، وغير ذلك ، وكل ذلك لا يقدر عليه غير الله ، فيجب أن تقبح عبادته. على ان
__________________
(١) في ح : منا فلان بفلان.
(٢) في ب وح يوافقونهم.