هذه الأشياء جمادات ، ومسخرات ، وكيف يصح منها فعل ما يستحق به العبادة.
وقولهم ما نعبدهم إلا ليقربونا الى الله زلفى (١) ، باطل. لأن التقرب الى الله بالقبائح قبيح في العقول ، وليس يجري ذلك مجرى تعظيمنا للبيت الحرام ، أو الحجر ، وسجودنا إليه ، وذلك أنا نسجد لله ونتقرب إليه لا الى البيت والحجر ، وانما تعبدنا الله تعالى بذلك ، ورغبنا فيه ، فنظير ذلك أن يثبت بشرع متطوع به التقرب الى الله ، والسجود له ، بالتوجه الى هذه الأشياء ، والقوم لا يذهبون إليه ، فبطل تشبيههم بما قلناه ، وبان الفرق بينهما.
__________________
(١) حكاه عنهم القرآن. الآية ٣ من سورة الزمر.