وشر ، وأخذه قضاء لدين حسن وعدل ، وهما من جنس «واحد» (١).
ولطمه اليتيم ظلما شر ، ولطمته تأديبا حسن ولو كانا ضدين لجازا ان يصدرا من فاعل واحد لان القادر «يقدر» (٢) على الشيء وعلى جنس ضده وهذا بعينه هو شبهه المجوس والكلام عليهم واحد.
على أن قولهم اجمع يبطل المدح والذم ، لأن المطبوع لا يستحق مدحا ، ولا ذما كالنار في الأحراق ، والثلج في التبريد ، ويؤدي الى قبح الاعتذار ، لأن الاعتذار حسن لا يقع عندهم من الظلمة وما يعتذر منه قبيح لا يقع عندهم من النور فيكون الاعتذار من غير فاعل الإساءة ، وذلك قبيح في العقول.
وأما النصارى. فمن خالف منهم في نبوة نبينا (ص) ، فالكلام معه (٣) في النبوة سيجيء. ومن قال بما يقوله النصارى من القول بالتثليث والاتحاد والنبوة ، فقولهم باطل. لأن قولهم ثلاثة أقانيم جوهر واحد متناقض. لأن في إثباته واحد نفيا لما زاد عليه ، وفي إثبات التثليث (٤) إثباتا لما نفي بعينه ، وذلك محال.
وقولهم بالاتحاد ، وإن الثلاثة صارت واحدا ، محال. وكذلك قولهم صار الناسوت إلها. والمحدث قديما كل ذلك محال ، ولو جاز
__________________
(١) الكلمة ساقطة من أوب.
(٢) ساقط من أوب.
(٣) في ب وح معهم.
(٤) في ح : الثلث.