أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ ، قالَ بَلى ، وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) (١) وكل ذلك لا ينافي الآية التي ذكرناها.
فصل ـ ٥ ـ
في انه تعالى واحد لا ثاني له في القدم
لو كان مع الله تعالى قديم ثان لوجب ان يكون مشاركا له في جميع صفاته لمشاركته له في القدم ، التي هي صفة ذاته باين التي بها جميع الموجودات ، لأن جميع أوصافه من كونه قادرا وعالما وحيا وموجودا ومريدا وكارها ومدركا يشاركه غيره في المحدثات ، ولا يشاركه في القدم ، فبان انه بكونه قديما يخالف المحدثات ، والشيء إنما يخالف غيره بصفته الذاتية ، وبها يماثل (٢) ما يماثله ، كما ان (٣) ما شارك السواد في كونه سوادا ويخالف السواد من البياض والحموضة وغيرهما أيضا بكونه سوادا.
فعلم بذلك ان الاشتراك في صفة الذات يوجب التماثل.
وكان يجب من ذلك مشاركة القديمين في كونهما قادرين عالمين حيين وفي جميع صفاتهما ، ثم لا يخلو أن يكون مقدورهما واحدا أو متغايرا ،
__________________
(١) سورة البقرة : ٢٦٠.
(٢) في أوب : يتماثل.
(٣) أضاف في أو ب كلمة اجمل علينا قراءتها ، وكأنها (سنخه)