خلقه كما قال الشاعر :
قد استوى بشر على العراق |
|
من غير سيف ودم مهراق |
وقوله (لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) (١) معناه انه تولى خلقه بنفسه ، كما يقول القائل هذا ما عملت يداك أي انت فعلته ، وقيل معناه لما خلقت لنعمتي الدينية والدنيوية ، وقوله (فِي جَنْبِ اللهِ) (٢) معناه : في ذات الله وفي طاعته.
وقوله (السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) (٣) ، أي بقدرته ، كما قال الشاعر :
إذا ما راية رفعت لمجد |
|
تلقاها عرابة باليمين |
وقوله (تَجْرِي بِأَعْيُنِنا) (٤) أي ونحن عالمون.
ولا يجوز أن يكون تعالى بصفة شيء من الاعراض ، لانه قد ثبت حدوث الاعراض اجمع. فلو كان بصفة شيء منها لكان محدثا ، وقد بينا قدمه ، لأنه لو كان بصفة شيء (٥) من الإعراض لم يخل من أن يكون بصفة ما يحتاج إلى محل. أو بصفة ما لا يحتاج إلى المحل ، كالفناء ، وإرادة القديم تعالى وكراهته. فان كان بصفة القسم الاول أدى الى قدم المحال (٦) ، وقد بينا حدوثها ، ولو كان بصفة
__________________
(١) سورة ص : ٧٥.
(٢) سورة الزمر : ٥٦.
(٣) سورة الزمر : ٦٧.
(٤) سورة القمر : ١٤
(٥) في ح : نصفه بشيء.
(٦) في ح : المحل.