كونه محدثا. قال الله تعالى (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ ..) (١).
والذكر هو القرآن بدلالة قوله (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ) (٢) وقوله (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (٣) ، ولا يجوز ان يكون المراد به الرسول لقوله «إلا استمعوه» والكلام هو الذي يصح استماعه دون الرسول.
ويصفه بأنه مجعول ، كما قال تعالى (إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا) (٤). وينعته بانه منزل ، قال تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ) (٥) وقال (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ) (٦). ويوصف بانه عربي ، كما قال (بِلِسانٍ
__________________
الكلمة لإثارتها معنى الاختلاق.
قال الشيخ المفيد م ٤١٣ ه «وأقول أن القرآن كلام الله ووحيه ، وأنه محدث كما وصفه الله تعالى ، وامنع من اطلاق القول عليه بأنه مخلوق ، وبهذا جاءت الآثار عن الصادقين ، وعليه كانت الإمامية». أوائل المقالات القول في الصفات وقد وردت بهذا المضمون عدة روايات عن أهل البيت (ع) ، ذكرها الصدوق في التوحيد ، غير انه لا يسلم رجال سندها عن النقد ، والتوهين.
(١) سورة الأنبياء : ٢.
(٢) سورة النحل : ٤٤.
(٣) سورة الحجر : ٩.
(٤) سورة الزخرف : ٣.
(٥) سورة الحجر : ٩. في الأصل : نزلنا أليك الذكر ، وهو خطأ
(٦) سورة النمل : ٤٤.