أو من قبيلة الإفادة. الدليل على ذلك انه اذا وجدت هذه الحروف على هذا الوجه سمي كلاما ، واذا اختل واحد من الشروط لا يسمى بذلك فعلمنا انه حقيقة الكلام. ومتى وقع ما سميناه كلاما بحسب دواعيه وأحواله سمي متكلما ، فعرفنا بذلك حقيقة المتكلم ، وإذا ثبت حقيقة الكلام والمتكلم ثبت ان كلامه محدث لان هذه الإضافة تقتضي ذلك.
وليس لاحد ان يقول لو لم يوصف تعالى فيما لم يزل بانه (١) متكلم لوصف بضده من الخرس والسكوت ، وذلك ان الخرس انما هو فساد آلة الكلام ، والسكوت هو تسكين آلة الكلام ، والله تعالى ليس بمتكلم بآلة فلا يوصف بشيء من ذلك. ثم ذلك ينتقض بالصايح والصارخ فانه لا يوصف لا بالخرس ولا بالسكوت ولا بالكلام فبطل ما قالوه.
وينبغي (٢) ان يوصف كلام الله بما سماه الله تعالى به من
__________________
(١) في ح فانه.
(٢) اثيرت حول القرآن. مخلوق أم لا؟ أعنف مشكلة شهدها تاريخ الاسلام. فقد أعلن المعتزلة قولهم بخلق القرآن ، واصر الفقهاء وأصحاب الحديث على التنكر والنفور من اطلاق هذه الكلمة ، لأنها تثير معنى الوضع والاختلاق. واستغل المعتزلة نفوذهم السياسي ، فحببوا قولهم للمأمون ، فأمر بامتحان الفقهاء والمحدثين فمن لم يوافق تضرب عنقه. ومن ناحية أخرى ظهر اتجاه متطرف يقول بقدم القرآن وجاء الأشاعرة فتبنوا هذا الرأي ، بعد ان ادعوا انهم يريدون الكلام النفسي. وكان موقف الشيعة تجاه المشكلة أنهم يعترفون بخلق القرآن بمعنى أنه مجعول من قبل الله تعالى ، لكن احجموا عن اطلاق هذه