بإرادة محدثه قديمة أو محدثه فيه أو في غيره من جماد أو حيوان أو موجودة لا في محل ولا يجوز أن يكون مريدا لنفسه لانه كان يؤدي الى أن يكون مريدا للشيء كارها له على وجه واحد في وقت واحد ، لوجوب شياع صفات النفس ، وما به علمنا كونه مريدا به علمنا كونه كارها ، واجتماع الصفتين محال لتضادهما ، ولانه كان يجب ان يكون مريدا لكل ما يصح حدوثه ، فيجب من ذلك ان يكون مريدا للقبائح ، وذلك صفة نقص تعالى الله عن ذلك. ولا يجوز ان يكون مريدا بإرادة قديمة لانه «كان» (١) يجب ان تكون تلك الإرادة مثلا له لمشاركتها له في القدم على ما بيناه في القدرة والعلم ، وقد بينا فساده. ولا يجوز ان يكون مريدا بإرادة قائمة (٢) به لانه ليس بمتحيز ، والمعاني لا تقوم إلا بالمتحيز ، ولو وجدت في حي لوجب ان تكون إرادة لذلك الحي فلم يبق إلا انه يجب ان يكون مريدا بإرادة توجد لا في محل.
وأما (٣) كونه متكلما : فلا يكون إلا بكلام محدث لان حقيقة المتكلم من وقع منه (٤) الكلام الذي هو هذا المعقول بحسب دواعيه ، وأحواله ، والكلام المعقول ما انتظم من حرفين فصاعدا من هذه الحروف المعقولة التي هي ثمانية وعشرون حرفا اذا وقع ممن يصح منه
__________________
(١) ساقطة من (أ).
(٢) في (ب) قديمة بدل قائمة.
(٣) في ب و (ح) فأما.
(٤) في أعليه.