قادرا عالما في الأزل وجب كونه حيا موجودا في الأزل ، اذ القادر العالم لا بد أن يكون حيا موجودا.
ويجب ان يكون موصوفا بانه سميع بصير في الازل ، لأنه يفيد كونه على صفة يجب ان يدرك المسموعات والمبصرات اذا وجدت ، وذلك يرجع الى كونه حيا ، لا آفة به ، ولا يوصف بأنه سامع مبصر في الازل «لأنهما يقتضيان (١) وجود للمسموعات والمبصرات في الازل» (٢) ، ووجودهما في الازل محال لانهما محدثان فلا يصح وجودهما في الازل.
فأما (٣) كونه مدركا فانه يتجدد له بعد أن لم يكن اذا وجدت المدركات ، والمقتضي له كونه حيا ، لان أحدا متى حصل كونه حيا ووجدت المدركات ، وارتفعت الموانع (٤) المعقولة ، وجب أن يكون مدركا ، ولو كان المقتضي غير كونه حيا لما وجب ذلك ، وقد علمنا وجوبه.
وأما (٥) كونه مريدا أو كارها فيجب أن يحصلا له بإرادة محدثه موجودة لا في محل ، لانه لا يخلو أن يكون مريدا بنفسه (٦) ، أو
__________________
(١) في ح : نقيضان ، وهو خطأ.
(٢) العبارة بطولها ساقطة من أوب.
(٣) في (ب) و (ح) وأما.
(٤) في أوب : المنافع.
(٥) في (ب) و (ح) فأما.
(٦) في ح : لنفسه.