والمعنى لا يجوز عليه تعالى. وذلك لأن (١) الإدراك ليس بمعنى ، لأن (٢) الواحد منا يدرك لكونه حيا بدلالة انه لو كان معنى لجاز ان يكون حيا وحواسه صحيحة ، والموانع مرتفعة ، واللبس زائل ، وتوجد المدركات فلا يدركها ، بأن لا يفعل فيه الإدراك ، وذلك يؤدي الى السفسطة والشك في المشاهدات ، وأن لا يثق بشيء من المدركات ، وما أدى الى ذلك يجب ان يكون باطلا.
ويجب ان يكون سميعا بصيرا لأنه حي لا آفة به ، وفائدة السميع البصير انه على صفة يجب فيها أن يسمع المسموعات ، ويبصر المبصرات ، وذلك يرجع الى كونه حيا لا آفة به. وعلى هذا يوصف تعالى بذلك في الأزل ولو كان له بكونه سميعا بصيرا صفة زائدة على ما قلنا لجاز ان يكون الواحد منا حيا لا آفة به ، ولا يوصف بانه سميع بصير ، والمعلوم خلاف ذلك. وأما سامع مبصر فمعناهما انه مدرك للمسموعات والمبصرات ، وذلك يقتضي وجود المسموعات والمبصرات فلذلك لا يوصف بهما في الأزل. فأما شام وذائق فليس المراد بهما كونه مدركا ، بل المستفاد بالشام انه قرب الجسم المشموم الى حاسة شمه ، والذائق انه قرب الجسم المذوق الى حاسة ذوقه ، ولذلك «يقولون شممته فلم أجد له رائحة ، وذقته فلم أجد له طعما ولا» (٣) يقولون
__________________
(١) في ب وح أن.
(٢) في ح : وانما.
(٣) العبارة ساقط من أوب.