على ان لها صانعا يخالفها.
وأما الطريق الثاني (١) فهو ان نبين ان هاهنا معاني كالألوان والطعوم والقدرة والحياة والشهوة والنفار وكمال العقل ، ونبين ان احدا من المخلوقين لا يقدر على شيء منها فنعلم (٢) ان صانعها مخالف لنا ، وبيان ذلك ان الواحد منا قد يدعوه الداعي الى تبييض الأسود أو تسويد (٣) الأبيض ، أو يحيي ميتا ، أو يقدر عاجزا ، أو يكمل عقل من لا عقل له ، وهو قادر متصرف غير ممنوع ، والدواعي متوفرة ، ويبالغ في ذلك ، ويجتهد في تحصيله مع احتمال المحل لذلك فيعتذر ولا يحصل الا بوجه (٤) معقول ، الا انه ليس بمقدور له ، فنعلم (٥) عند ذلك أن صانعها مخالف لها ومباين لنا ، فيكون ذلك علما بالله على الجملة ، فاذا عرف بعد ذلك صفاته وما يجوز عليه وما لا يجوز حصل علمه به على طريق التفصيل.
__________________
(١) في (ب) و (ح) الطريقة الثانية. وهي اثبات ان للاجسام صانعا يخالفها.
(٢) أضاف في ح : عند ذلك.
(٣) في ت وح تسود.
(٤) في ب وح لوجه. باللام.
(٥) في ح فيعلم.