معصوما ، ولا يلزم
ان يعلم ذلك السبب مفصلا كما نقول لمن طعن في اثبات الصانع بخلق المؤذيات وفعل
الآلام وغير ذلك. بأن نقول : اذا ثبتت حكمته تعالى علمنا ان هذه الأشياء لها وجه
حكمه وإن نعلمه مفصلا. وبذلك نجيب من طعن في متشابه القرآن.
وان تكلفنا الكلام
في تفصيل ذلك فللاستظهار والقوة ، وإلا فالقدر الذي ذكرناه كاف في الحجة. واذا
ثبتت ووجدنا التكليف قائما على المكلف كما كان علمنا ان استتاره لشيء يرجع إليهم ،
لأنه لو لم يرجع إليهم لما حسن تكليفهم ، ولا يلزمنا ان نعلم ذلك الأمر مفصلا.
كما نقول لمن أخل
بشرط من شروط النظر فلم يحصل له العلم بالله ، انك قد أخللت بشرط من شروط النظر.
فيحتاج الى ان تراجع وتعود فيه أبدا حتى يحصل لك العلم.
وكذلك من لم يظهر
له الإمام ينبغي ان يراجع نفسه ويصلح سيرته فاذا علم الله تعالى منه صدق النية في
نصرة الإمام وانه لا يتغير عن ذلك ظهر له الإمام.
وقيل في ذلك انه
لا يمتنع ان يكون من لم يظهر له الإمام المعلوم من حاله انه اذا ظهر له سيره والقى خبره إلى غيره من أوليائه واخوانه فربما انتهى الى
شياع خبره وفساد أمره.
وقيل أيضا انه لا
يمتنع انه اذا ظهر وظهر على يده علم معجز فانه
__________________