لما ولى اعترضه عمار بن ياسر ، وقال : أين أبا عبد الله فو الله ما أنت بجبان ، ولكني أحسبك شككت فقال : هو ذاك. والشك خلاف التوبة لأنه لو كان تائبا لقال : تحققت ان صاحبك على الحق وأنا على الباطل ، وأي توبة لشاك.
وأما طلحة فقتل بين الصفين فمتى تاب. وكتاب أمير المؤمنين (ع) يدل على إصراره.
وروي عنه انه قال حين جاد (١) بنفسه «ما رأيت مصرع شيخ قط أضيع من مصرعي» وذلك دليل الإصرار. وروي عن علي (ع) انه مر عليه وهو مقتول فقال : أقعدوه فأقعد فقال كانت سابقة لكن الشيطان دخل منخرك فأوردك النار.
وأما إصرار عائشة فكتاب أمير المؤمنين (ع) وما روي من المحاورة بين عبد الله بن عباس وامتناعها من تسميته بأمره المؤمنين دليل واضح على الإصرار.
وروى الواقدي ان عمارا دخل عليها فقال : كيف رأيت ضرب بنيك على الحق؟ فقالت : استبصرت من أجل انك غلبت : فقال : أنا أشد استبصارا من ذلك. والله لو ضربتمونا حتى تبلغونا سعفات هجر لعلمنا انا على الحق وإنكم على الباطل.
فقالت عائشة : هكذا يخيل أليك ، اتق الله يا عمار ، أذهبت دينك لابن أبى طالب.
__________________
(١) ب ، ح : يجود.