ومتهم من يقول هو خطأ مغفور ومنهم من يقول انهم مجتهدون وكل مجتهد مصيب.
فمن حكم بفسقهم من المعتزلة وغيرهم ممن (١) يدعي توبة للقوم ورجوعهم فنحن (٢) نبين قولهم.
والذي يدل على بطلان ما يدعونه من التوبة ان الفسق معلوم ضرورة وما يدعونه من التوبة طريقه الآحاد ولا يرجع عن المعلوم إلى المظنون. وأيضا فكتاب أمير المؤمنين (ع) إلى أهل الكوفة والمدينة بالفتح يتضمن فسق القوم وأنهم قتلوا على خطاياهم ، وأنهم قتلوا على النكث والبغي. ومن مات تائبا لا يوصف بذلك. والكتب معروفة في كتب السيرة. وروي انه لما جاءه ابن جرموز برأس الزبير وسيفه. تناول سيفه وقال (ع) سيف طالما جلا به الكرب عن وجه رسول الله (ص) ولكن الحين (٣) ومصارع السوء. ومن كان تائبا لا يوصف مصرعه بأنه مصرع سوء.
وروى حبة العرني قال سمعت عليا (ع) يقول : والله لقد علمت صاحبة الهودج ان أصحاب الجمل ملعونون على لسان النبي الأمي وقد خاب من افترى.
وروى البلاذري بأسناده إلى جويرية بن أسماء قال «بلغني ان الزبير
__________________
(١) ح : من.
(٢) ب ، ح : ونحن.
(٣) أ ، ب : الحيرة.